صدرت تصريحات رمادية للرئيس التونسي قيس سعيد حول ليبيا، وهي ليست مفاجئة بالنسبة لي فمواقفه من الدول العربية رمادية، وله تصريحات رمادية قبل انتخابه تجاه الثورة السورية.
الرجل له بعض الأفكار الغريبة التي يصعب استيعابها، لكن يجب التأكيد على الآتي:
1- ما دام هنالك انتخابات ديموقراطية في تونس، واستمرار التحول التدريجي (حتى لو بطيء) نحو دولة المؤسسات، فلا خوف عليها حتى لو زاغ بعض القادة المنتخبين عن الطريق فالشعب سوف يصحح المسار.
2- الشعب التونسي انتخبه لمواقفه من الداخل التونسي وليس المواقف الخارجية.
3- موقفه من القضية الفلسطينية واضح ومبدئي قبل وبعد الانتخاب.
4- الوضع التونسي الداخلي هش، ولا خوف من انفراد قيس سعيد بالقرارات بقدر ما هنالك خوف من انقلاب أذناب الإمارات والثورات المضادة، فلا نريد تشتيت المواجهة.
5- الحكومة التونسية لا تستطيع الدخول في دعم علني لحكومة الوفاق الليبية لأسباب كثيرة (حتى لو أرادت) وما دامت على الحياد فهذا يكفي منها، الخطر من أنظمة الثورات المضادة (الإمارات، ومصر، والأردن، والسعودية، والبحرين تحديدًا)، باقي الأنظمة العربية خطرها اقل.
6- قيس سعيد أكاديمي وليس سياسيًا، لذا خلفيته الفكرية والسياسية غير واضحة، وبالنسبة لي يكفي منه المساهمة في الإبقاء على المسار الديموقراطي بتونس وعدم الانتكاس إلى الانقلابات والثورات المضادة.
بناء على ما سبق لا اتفق مع ما يقال أنه قيس سعيد انقلب أو اتنكس أو أنه جزء من مؤامرة، كل هذا الكلام مبالغ به، وكان الخطأ التعويل الزائد عليه فقط لأن له مواقف مشرفة تجاه القضية الفلسطينية أو ضد نظام بن علي.
تقسيم الناس إلى: شريف 100% أو إبليس الرجيم 100% خاطئ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق