الثلاثاء، 1 أبريل 2014

نظرة في: التدخل في شؤون الآخرين



من أكثر أشكال الهراء الذي ينتشر هذه الأيام، حرمة التدخل في شؤون الآخرين، هذا الصنم المصنوع من عجوة، يقدسه البعض عندما يكون التدخل لا يساير هواهم، ويأكلونه بدون أي تردد عندما يصب التدخل في صالحهم 
.
وحسب منظري هذا الهراء فإن للحدود والأوطان حرمة لا يجوز المساس بها أو انتهاكها من قبل غرباء دخلاء، والأغرب أن الكل يلعن سايكس بيكو وحدود الاستعمار، لكن الكثيرين لا يجدون غضاضة بتقديس هذه الحدود لحد العبادة.

ما دمنا أمة واحدة وما دمنا بشر نعيش على هذا الكون: فواجبنا جميعًا أن نساعد إخواننا سواء فرقت بيننا حدود وهمية أم حقيقية، ومن حقنا أن نقول أو نبدي رأينا في ما نراه ونتابعه دون أي اعتبار لأصنام مصنوعة من عجوة.

التدخل لا يكون محمودًا في حالات معينة:

أولًا: إن كان التدخل سيزيد معاناة أو مشاكل الآخرين، فهو مرفوض لأن هدف التدخل هو الإصلاح، فلو كانوا إخوانًا لنا متحاربين فلا يجوز أن نؤجج نار الفتنة بينهم ونحرض طرفًا ضد الآخر، يمكن أن ندخل وساطة نصلح ذات البين.
وهذا يختلف عن تدخلنا لصالح طرف مظلوم معتدى عليه عندما يرفض المعتدي محاولات الإصلاح.

ثانيًا: عندما لا نملك رؤية واضحة عما يحصل فالأفضل أن نفهم قبل أن نحكم، وأن نترك أهل مكة يشرحوا لنا المطلوب، وتعطى الأولوية للأقرب (جغرافيًا أو مكانةً) لأن يساعد ويقدم ما لديه، كونه الأقدر على فهم المطلوب.

على هذين الضابطين نقيس إن كان التدخل مذمومًا أم محمودًا، أما أن نقدس الحدود ونعبد أصنامًا من تمر فليس هذا من الشرع.

ليست هناك تعليقات: