الثلاثاء، 15 أبريل 2014

طالبات الكتلة الإسلامية في بوليتكنك فلسطين خطوة إلى الأمام





كان اهتمام أغلب الناس على قيام جهاز الأمن الوقائي بمنع خروج رحلة لطالبات الكتلة الإسلامية في جامعة البوليتكنك في الخليل قبل يومين منصبًا على حقارة السلطة وأجهزتها الأمنية التي تلاحق الكتلة حتى في أمر ترفيهي بعيدًا عن السياسة، وذلك بسبب خوف السلطة وحركة فتح أن تكون هذه النشاطات اللامنهجية وغيرها سببًا إضافيًا لخسارة الشبيبة الفتحاوية في انتخابات مجالس الطلبة القادمة (خاصة أن الجو في الضفة معبأ ضد السلطة ومفاوضاتها العبثية).

وهذه ليست أول مرة تتصرف الأجهزة الأمنية هكذا بل هو نهج وسياسة، تشبه إلى حد التطابق أساليب عصابات المافيا، فلا يوجد أمر قضائي ولا حتى أمر إداري بمنع الرحلة، بل تهديد يقال بالسر لأصحاب شركات الباصات، وإجبار الشركة المتعاقدة مع الطالبات على إلغاء الرحلة رغم ما دفع من أموال.

وحتى عندما جاء منافقو السلطة والبلدية وأذناب السلطة من "وجهاء" لحل المشكلة تذرعوا بأنه لا يوجد إمكانية لإحضار حافلات، وأن التهديد كان من مجهولين وليس الأجهزة الأمنية (إذن لماذا لم تتدخل الأجهزة الأمنية لتلاحق المجهولين؟).

كل هذا المشهد على أهميته لا يعني لي شيء بمقدار تصرف طالبات الكتلة الإسلامية (وغيرهن من غير المنتميات من اللواتي كن معهن)، حيث قمن بإغلاق الشارع الرئيسي والاعتصام فيه ورغم أن مطلبهم لم يتحقق، لكنهن قمن بمبادرة لو تتكرر من أجل كسر مملكة الخوف والإرهاب التي بنتها السلطة طوال عشرين عامًا من عمرها.
 
السلطة تقوم بالكثير من الممارسات الخسيسة لكن يسكت الناس عنها خوفًا، لدرجة أن الكثير من أهالي المعتقلين السياسيين يرفضون مجرد أن ينزل خبر باعتقال ابنهم، خوفًا من ماذا؟ لا أدري، لكن ربما لا يريدون أن تعلم السلطة أن ابنهم معتقل لديها.

أموال تصادر، ونشاطات تمنع، وموظفين يفصلوا من عملهم، وأبناء يعتقلون لأسباب سياسية وأمنية، ومؤسسات يتم الاستيلاء عليها، وأهالي معتقلين يدفعون "فديات" لضباط في الأجهزة الأمنية من أجل الإفراج عنهم ثم لا يفرج عنهم، والجواب؟ يسكتون ثم يسكتون ثم يسكتون.

الناس لا تتكلم خوفًا مما هو أكبر، وتفضل حل مشاكلها عن طريق التسول والتوسل، وأحيانًا يحلونها وأحيانًا لا، لكن دائمًا وأبدًا بتصرفهم هذا يشجعون الأجهزة الأمنية على المزيد من القذارة والمزيد من الوساخة.

أغلب إجراءات واعتقالات السلطة ضد أبناء حماس ومؤيديهم تأتي إما بتوجيه من الاحتلال أو تملقًا للاحتلال، لكن هنالك ما نسبته 10% من هذه الممارسات تأتي لمجرد أن هذه الأجهزة تظن أنها تستطيع المضي قدمًا بها بدون أي اعتراض، بكلام آخر هو استغلال رخيص لخوف الناس وجبنهم.

ربما لا يستطيع أبناء الكتلة الإسلامية وبناتها تغيير واقع الـ90% من الذي يأتي ضمن التنسيق الأمني، لكن الـ10% يمكن القضاء عليها بسهولة بالغة لو كسر حاجز الخوف.

سيبقى اعتصام طالبات الكتلة الإسلامية حدثًا يتيمًا لا يؤثر على مشهد الضفة الغربية إلا إن تكرر أكثر من مرة وبأكثر من موقع، وستبقى طالبات الكتلة الإسلامية الرائدات بما قمن به.

ليست هناك تعليقات: