الثلاثاء، 29 أبريل 2014

المصالحة والتنسيق الأمني





سؤال: هل أوقفت المصالحة التنسيق الأمني وملحقاته (الاعتقال السياسي والاستدعاءات ومصادرة الأموال)؟
جواب: لم توقفه ولن توقفه، لأن التنسيق الأمني ليس من مخلفات الانقسام، بل هو جزء من اتفاقية أوسلو التي قامت بموجبها السلطة.
والسلطة ليست بوارد التخلي عن دور التنسيق الأمني لأنه الورقة التي بيدها والتي تحميها من الاحتلال، فإن قضى الاحتلال على السلطة ذهب التنسيق الأمني وعادت المقاومة المسلحة بكل قوة وعنفوان.

التنسيق الأمني: الورقة التي تحمي أبي مازن من غضب الاحتلال

سؤال: ما دامت المصالحة عاجزة عن إيقاف التنسيق الأمني فلماذا القبول بها؟
جواب: لأن الوضع الفلسطيني الداخلي وصل إلى طريق مسدود، وحل القضايا العالقة والشائكة بين فتح وحماس غير ممكن بخطوة واحدة، وبنفس الوقت أنت لا تريد للسلطة أن تبقى تحت سطوة الاحتلال وسلاحًا بيده ضد حماس وضد الشعب الفلسطيني.
لذا هنالك محاولة لتصويب الأمور من خلال حل ما يمكن حله وتأجيل الأكثر تعقيدًا للمستقبل.

سؤال: ما هي الضمانات لأن لا تنقلب فتح على المصالحة؟
جواب: لا يوجد ضمان حقيقي لكن في المقابل هل الوضع الحالي مثالي؟ هل وضع حماس في الضفة أو غزة قوي ومتين؟ هل وضع القضية الفلسطينية مثالي؟ أين وصل مشروع مقاومة المحتل الصهيوني؟
هنالك نسبة من المخاطرة بهذا المشروع، والضمانة الأقوى هي عدم تسليم كل الأوراق (وخاصة سلاح المقاومة) لحركة فتح، كما أن هنالك مؤشرات إيجابية من جانب السلطة لم نرها من قبل وتتلخص بأمرين: تغير الخطاب الإعلامي تجاه حركة حماس، ووقف المفاوضات.

سؤال: هل محمود عباس جاد في خطواته تجاه المصالحة؟
جواب: خطاب فتح الإعلامي ومأزق السلطة التفاوضي مع الاحتلال يوحيان بالجدية لدى عباس، لكنه لا يريد المخاطرة مع الاحتلال ولا يريد دفع الثمن، لذلك هو يتمسك بالتنسيق الأمني ورقته الأخيرة، ليقول للاحتلال "إن قمتم بإقصائي فسينفلت أمنكم."
ولذلك أيضًا قام بمبادرة استباقية قبل فترة عندما حرق محمد دحلان إعلاميًا، فقد أراد أن يضمن عدم وجود بدائل له، حتى يصعب على الاحتلال إيجاد بديل له، وهذا يدل على أنه كان يخطط للخروج المدروس عن طوع الاحتلال، لكن مع الإبقاء على شعرة معاوية مع الاحتلال.

سؤال: لكن وقف المفاوضات بين السلطة والاحتلال مؤقت وقادة السلطة قالوا لا تعارض بين المفاوضات والمصالحة، فهل هذا شيء يراهن عليه؟
جواب: المصالحة تزيد من إمكانية تحويل وقف المفاوضات من مؤقت إلى دائم، وكلما تقدمنا خطوة في المصالحة كلما تعقدت أمور المفاوضات وأصبح استئنافها أمرًا صعبًا جدًا.

خطة كيري غير مقبولة حتى على السلطة

سؤال: هل يعني ما سبق أن نقبل بالتنسيق الأمني والاعتقال السياسي؟
جواب: على العكس تمامًا يجب أن يتحرك أبناء الضفة ليرفضوا الاعتقال السياسي وليرفضوا المثول للاستدعاءات، لأن ذلك "يشجع" السلطة على التوقف عن هذا التنسيق الأمني، ولأنه لا  يوجد ضمانات حقيقية من جانب السلطة.
تحرك وناضل من أجل حقك وذكرهم به، لكن لا تربط المصالحة بالإنجاز على هذا الصعيد.

ليست هناك تعليقات: