الاثنين، 7 أبريل 2014

المرحوم محمد قطب: بعض أثره علي




قرأت للمرحوم العديد من الكتب وخاصة عندما كنت فتى صغير السن، ومما أذكر أني قرأت له: شبهات حول الإسلام، ومذاهب فكرية معاصرة، ومنهج الفن الإسلامي، وكتب أخرى قرأتها أو قرأت أجزاء منها (لا تسعفني ذاكرتي الآن).

إلا أنه مما استفدت من المرحوم هي فكرة ما زلت أذكرها (كنت وقتها في المرحلة الثانوية)، سمعتها أثناء قيام أحد الإخوة بعرض كتاب للمرحوم في احدى الأسر، علمًا بأني لم أكن موجودًا لحضور الأسرة بل كنت انتظر أحدهم فجلست أستمع فالتقطت الفكرة.

الفكرة هي أن القرآن الكريم أكثر من رواية قصص بني إسرائيل، ليس لنتعرف على صفاتهم السيئة، بل لكي نتعظ ولا نقع بما وقعوا به من انحراف وضلال.

هذه الفكرة العامة التي علقت بذهني ولا أذكر ما قيل حرفيًا ولا ما جاء في الكتاب الذي لا أذكر اسمه، فكرة لفتت نظري ليس كونها جديدة علي فحسب بل لأنها حلت إشكالًا كان لدي وهو لماذا كل هذه الآيات عن بني إسرائيل؟ حيث أن الفهم الدارج بين الناس الذي يقول "كي نعرف صفات اليهود السيئة" لا يقنعني، فما الحاجة لهذا الكم الكبير من الآيات فقط لنقول عن مجموعة من الناس أنهم سيئون؟
 
قدم المرحوم تفسيرًا مقنعًا ومحكمًا لهذه الإشكالية (وربما يكون هنالك من قد سبقه في ذلك)، ولفت نظري إلى زاوية هامة جدًا يجب النظر من خلالها عند قراءة القرآن، ألا وهي الاتعاظ من أخطاء بني إسرائيل، لأني أرى في حياتنا اليومية تكرارًا لها بطريقة أو بأخرى، وقد ترجمت تلك الفكرة كما فمهها في مقال بعد سنين طويلة بعنوان "أخلاقناوأخلاق بني إسرائيل".

إن كانت فكرة بسيطة من كتاب لا أذكر اسمه ولم ادع لقراءته أو حضور شرحه كان هذا أثرها، فكم كان أثر المرحوم على آلاف وعشرات الآلاف ممن قرأوا وتتلمذوا على يد مؤلفاته؟

وكم من جهد نستقله فنمتنع عنه، وقد يكون فيه خير كثير؟

رحمه الله وجزاه كل خير.

ليست هناك تعليقات: