حكم نابلس أوائل العهد العثماني عائلة فرّوخ (المملوكية
الأصل) وكان أحد حكامهم طاغية مستبد كما تقول الروايات الشعبية، فصعد إلى غرفته في
السراي الكبير أحد رجال نابلس ويدعى صالح طوقان، فأطلق عليه رصاصة بالرأس ثم ألقاه
إلى الساحة العامة.
كما ذكر المؤرخ إحسان النمر في كتابه "تاريخ
جبل نابلس والبلقاء" عن نائب أمير ركب الحج الشامي نصوح باشا إذ أغار على جبل
نابلس وقتل عددًا من السكان واختطف عدة فتيات كن يعملن بالزراعة في سهل يعبد.
فاتفق أهلهن وأرسلوا من يقتله رغم مكانته الكبرى
في الدولة العثمانية، ونهب العربان القافلة التي كان يقودها.
قد يتحمل الناس ظلم الحاكم لكن إن تجاوز حدوده
وضعوا له الحد بالحديد أو النار، وإلا دفعوا ثمنًا غاليًا، كما يدفعه المصريون
عندما سكتوا عن السيسي بعد ذبحه للإخوان في رابعة، وكما سكت السوريون على حافظ
الأسد بعد مجزرة حماة، وكما سكت العراقيون على صدام حسين في بداية حكمه.
حتى لا نتحول إلى "سوريا والعراق ومصر"
لا يجوز السكوت عن الجرائم المنكرة، وإلا تجرأت السلطة على تكرار الجريمة وأصبحت
عادة طبيعية.
واختم بما قاله الشاعر إبراهيم طوقان عن واقعة
قتل فروخ باشا:
هل أهلكتْ «فرّوخَ» إلاَّ نخوةٌ *** منّا لعسفٍ
فيه واستبداد؟
لِمَ يا دعاةَ السوءِ يُطمَس فضلُ مَنْ *** أضحى غداةَ الظلمِ أوّلَ فادي ؟
ثارت «بصالحَ» نخوةٌ قذفتْ بهِ *** في وجه أقبحِ ظالمٍ مُتََماد
ومضتْ به صُعُداً إلى كرسيّهِ *** والموتُ في يده وراءَ زناد
ألقى به وبظلمهِ من حالقٍ *** مُتضرِّجَيْن بحُمرة الفِرْصاد
لِمَ يا دعاةَ السوءِ يُطمَس فضلُ مَنْ *** أضحى غداةَ الظلمِ أوّلَ فادي ؟
ثارت «بصالحَ» نخوةٌ قذفتْ بهِ *** في وجه أقبحِ ظالمٍ مُتََماد
ومضتْ به صُعُداً إلى كرسيّهِ *** والموتُ في يده وراءَ زناد
ألقى به وبظلمهِ من حالقٍ *** مُتضرِّجَيْن بحُمرة الفِرْصاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق