عندما بدأت حرب غزة الأخيرة امتعض أنصار داعش
والقاعدة بشكل عام، لأن القاعدة تنظيم قائم على النفخ الإعلامي والحركات
الاستعراضية.
وبما أنه لا يوجد لهم "زبائن" معتبرين
داخل فلسطين، فقد رأوا بالحرب خطفًا للأضواء من انتصارات دولة الخليفة البغدادي
(قدس الله سره)، نفس الأضواء التي تحسر عليها معاذ الحسيني (كما يقول المثل التم
المتعوس على خايب الرجا)، فهجوها ما بين منتقد لتوقيتها الذي يخرب عليهم تمدد
الدولة، وبين قائل أن الذين يقتلون في غزة يموتون تحت راية غير راية الإسلام.
وعندما انتبهوا إلى الجماهير العريضة مأسورة
بالانتصارات التي تحققها حماس والمقاومة، والعمليات النوعية تأخذ لب الشبان، وأن
انتقاد الحرب أو الاستهزاء بالمقاومة يجلب غضب الناس عليهم مثله مثل المجاهرة
بالإفطار وسط بيت الله الحرام في العشر الأواخر من شهر رمضان، كان لا بد من
الانقلاب.
ومثل جمال أبو كرتونة إن أفلست فأحمل كرتونة
أمام الكاميرا، وهكذا بتنا نرى مسلحي الدواعش يحملون الكراتين التي تطلب من غزة
الصبر فهم قادمون (الله يستر)، في تشبه واضح بأصحاب المسيرات السلمية من الإخوان
"المفلسين" - كما يحلوا لهم تسميتهم- والعلمانيين الكفرة الفجرة.
كل ذلك متوقع من هذا التنظيم فغايته الأولى
والأخيرة هي جمع الأنصار من خلال الأداء الإعلامي، ومن يظن أن له هدف في الدنيا
غير ذلك فهو واهم.
وكنت قد كتبت سابقًا عن أسلوب الدعاية السوداء لدى تنظيم القاعدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق