لم
أر هدية مسمومة تلقاها الشعب السوري مثل جبهة النصرة.
جبهة
النصرة كانت حصان طروادة التي دخلت منه داعش وخربت الثورة السورية، وجبهة النصرة
اليوم تتحفنا بإمارة الجولاني الموعودة، وتدعشن الكثير من عناصرها.
وقبل
ذلك أرادت نقل الحرب إلى داخل لبنان بحجة ضرب حزب الله، فورطت الشيخ الأسير
والجماعات السلفية بمعركة خاسرة مع الجيش اللبناني، فلا هي ردعت حزب الله ولا هي
وفرت قوتها لتحارب بها داخل سوريا.
واليوم
تورط الثورة السورية وأنصارها داخل لبنان بمعركة عرسال، من أجل أحد قيادييها الذين
اعتقلهم الجيش اللبناني، وعرسال تلك المنطقة السنية المعزولة وسط محيط شيعي، كانت
ملاذًا للاجئين السوريين، ومنطقة خلفية للثورة السورية.
وكأن
ثوار سوريا لهم الطاقة على فتح جبهات خارجية، فيما جبهتم الداخلية ممزقة ومشتت ما
بين محاربة داعش ومحاربة النظام ومحاربة بعضهم البعض!!
ربما
كان الأجدر بثوار سوريا التعلم من تجربة حماس التي تثبت نجاحها اليوم في غزة، حيث
ركزت الحركة على هدف واحد، وهو محاربة الكيان الصهيوني، ورغم أن أمريكا هي الداعم
الأول والأكبر للكيان الصهيوني، ورغم أن أمريكا اعتقلت رئيس المكتب السياسي لحماس
عام 1995م موسى أبو مرزوق، وما زالت لليوم تعتقل عددًا من قيادات الحركة.
ورغم
كل شيء، ورغم تآمر السيسي ورغم تآمر الإمارات والسعودية وكل الصهاينة العرب، فهي
لم تنشغل بمحاربة أي منهم، ليس خوفًا ولا سذاجة ولا أملًا في شيء منهم ولا جهلًا
منها بدورهم، وإنما ركزت على شيء واحد فقط، وهو محاربة الكيان الصهيوني، وهي تحقق
النجاح تلو النجاح.
بينما
نجحت النصرة وداعش في إشغال ثوار سوريا بمعارك جانبية هنا وهناك، شتت جهودهم
وبعثرتها يمينًا ويسارًا وبالنهاية لم يحققوا أيًا منها بكل أسف.
نصيحتي
للشعب السوري تخلو عن جبهة النصرة مثلما تخليتم عن داعش، وركزوا على هدف إسقاط
الأسد الآن ورحلوا كل الخلافات والإشكاليات الأخرى إلى المستقبل، ولا تسمحوا لجبهة
النصرة وداعش بتوريطكم في حرب عبثية في لبنان.
فلا
قوتكم تسمح بفتح جبهة جديدة، ولا أهل السنة في لبنان متفقين معكم بضرورة محاربة
الجيش وحزب الله، كل ما يحصل اليوم في عرسال
هو عبث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق