للأسف
تعاملنا مع إعلام العدو يتسم بكم هائل من السذاجة، بحيث أصبح ممرًا لكل ما تريد أجهزة
مخابرات العدو أن نصدقه.
لا يوجد
خبر يتعلق بالمقاومة خصوصًا أو الشعب الفلسطيني عمومًا يخرج في الإعلام العبري إلا
بإشراف وتوجيه (مباشر أو غير مباشر) من جهاز الشاباك الصهيوني.
ومخابرات
الاحتلال لا تكشف عن أي معلومة لديها إلا لهدف معين: إما حرب نفسية وإما لإثارة
نقاش يفيدها في جمع معلومات استخبارية، وليس كل ما تسربه صحيح والكثير منه كذب
مقصود.
لاحظوا
تسلسل المعلومات التي خرجت عن محمد الضيف من الإعلام العبري، والتي يفترض أنها
معلومات استخبارية ""سرية""، والتي سلم الكثير منا بها وأخذها
أنها قرآن منزل من فوق سبع سموات:
أولًا: عند
المحاولة المزعومة لاغتيال محمد ضيف قبل عدة سنوات، قال الإعلام الصهيوني أن
أطرافه قطعت وأنه فقد القدرة على الإنجاب، حسنًا لو كان لديهم كل هذه المعلومات
لماذا لم يكملوا المهمة ويغتالوه؟
واليوم يتبين لنا أنه قادر على الإنجاب ولديه ولد أنجبه بداية هذا العام (وأطفال
آخرين).
والهدف لم يكن التشفي به أو إخبارنا بمعلومة من باب حرية المعرفة، بل إثارة نقاش
في الحلقة الضيقة من عائلته وأقاربه وأنسبائه، حتى يتطوع الأغبياء ولينفوا هذه
المعلومة الخاطئة وليأكدوا أنه متزوج من فلانة وأنجب منها كذا أولاد، لا أدري إن
نجح معهم هذا الأمر أم لا، لكن هذا كان هدفهم.
ثانيًا: لو
ترجعوا لصحافة الاحتلال عام 2012م كانت جميع العناوين تتكلم عن أن محمد الضيف
مشلول ولا يتحرك، وهو مجرد رمز للقسام وليس بيده أي قرار، والقرار الحقيقي بيد
الشهيد أحمد الجعبري.
اغتالوا الجعبري وقتها كما قالوا القائد الحقيقي للقسام.
ثالثًا: لننتقل
الآن إلى عام 2014؛ فجأة وبقدرة قادر أصبح محمد الضيف هو القائد الحقيقي ليس
للقسام فحسب، بل لكل الشعب الفلسطيني، وهو وحده الذي بيده قرار الحرب والسلم، وهو
الذي حبس إسماعيل هنية في الإقامة الجبرية بأحد الأنفاق حتى لا يوافق على التهدئة.
أين هو الرجل المشلول غير القادر على اتخاذا القرار؟
رابعًا: نستنتج
أن كل عملية النفخ الإعلامي الصهيوني في صورة محمد الضيف وقدراته كانت تمهيدًا
لاغتياله، لكن لم تنجح العملية وتمت تصفية عائلته وعدد كبير من الأبرياء.
خامسًا: لا أحد
في عالم الصحافة يعرف أي شيء عن حقيقة وضع الضيف لا الاجتماعي ولا الصحي ولا
التنظيمي، وما لدى مخابرات الاحتلال من معلومات لا تفرج عنها، إلا قدر ضئيل جدًا
ولأهداف خبيثة جدًا، وعلى الأغلب تخرجه بشكل مشوه ومحرف.
كل ما
سبق ذكره يثبت أن ما تنشره صحافة الاحتلال عن المقاومة والمقاومين هو حرب نفسية
موجهة من جانب الشاباك وأكثر ما ينشر إما كذب محض أو كذب بلبوس الصدق.
هذه
مجموعة معلومات من صحافة الاحتلال على فترة عامين عن محمد الضيف والقسام في غزة،
ولاحظوا التناقضات الهائلة فيها:
عام
2012م (قبل اغتيال الجعبري): محمد الضيف -والذي ما يزال يتعافى من
إصابات خطيرة تعرض لها خلال محاولة اغتيال إسرائيلية قبل عشر سنوات - لم يقم
بترشيح نفسه مفضلاً أن يحتفظ بحضور اعتاد أن يكون محدوداً.
غير أن آخرين قد فازوا بانتصارات مثيرة للإعجاب في طريقهم إلى "المكتب
السياسي" وهم: زعماء "كتائب القسام" مثل أحمد الجعبري ومروان عيسى
ويحي السنوار وروحي مشتهى.
عام 2012
(بعد اغتيال الجعبري مباشرة): وفشلت في محاولة اغتيال الضيف عام 2003
والتي أصيب خلالها بـ"جروح بالغة وإعاقات غير محددة"، ليتحول معها
الجعبري إلى القائد الفعلي لكتائب القسام إلى جانب "الضيف" القائد العام
للكتائب في فلسطين.
عام
2014م (قبل محاولة اغتيال محمد الضيف وبداية حرب العصف المأكول): الضيف
... هو من يدير قطاع غزة ويوجه اسماعيل هنية حيث يطلب منه الضيف تنفيذ سياسات حماس
.
وقالت القناة العاشرة ان الضيف تواصل مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الاونة الاخيرة ولا تعجبه براغماتية مشعل وهنية في الاشهر الاخيرة.
وقالت القناة العاشرة ان الضيف تواصل مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الاونة الاخيرة ولا تعجبه براغماتية مشعل وهنية في الاشهر الاخيرة.
20/8/2014م
(بعد محاولة الاغتيال): مروان عيسى هو نائب القائد العام لكتائب
القسام ولكنه القائد الفعلي للكتائب بعد إصابة الضيف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق