انتبهت لقصة
يتم تداولها على نطاق واسع على الفيسبوك رغم ما فيها من مكونات تطعن بصحتها ورسائل
سلبية.
مختصر
القصة عن شاب في غزة تلقى أخاه هاتف من المخابرات فطلب الكلام معاه، وقال له
الضابط إما أن نقصف المنزل ونقتلكم جميعًا أو تخرج ونقتلك لوحدك، فخرج الشاب بهدوء
ودون أن يخبر أحد بالحوار الذي دار بينه وبين ضابط المخابرات لينقذ أهله، وجاءه
صاروخ ليقتله بهدوء في الشارع.
طبعًا
القصة أطول من هكذا وفيه إطراء لعمل هذا الشاب "البطولي".
أولًا: أهم
دليل على عدم منطقية القصة أنه لا يوجد لدينا اسم هذا الشخص، ولا المكان الذي حصل
فيه (لا الحي ولا المدينة ولا المخيم)، ولا في أي يوم من أيام الحرب، وهذا غريب في
حرب يوثق فيها كل شهيد وكل حدث مثل حرب غزة.
ثانيًا: من الذي
أخبر راوي القصة بالحوار بين الشهيد المفترض وضابط المخابرات؟ فأهله لا يعلمون
شيئًا حسب القصة، والشهيد الله يرحمه، معقول ضابط المخابرات الذي أخبره؟!؟
ثالثًا: الرسالة
السلبية التي فهمتها من القصة أن المخابرات إنسانية لدرجة أنها تخاطر بإفشال
اغتيال مقاوم، عبر إخباره بذلك، حتى لا تؤذي عائلته، والحرب أظهرت لنا كيف أن الاحتلال
أباد عائلات بأكملها دون أن يرف له جفن.
رابعًا: الرسالة
السلبية الأخرى هو منطق الخضوع والمساومة، فضابط المخابرات وضعه بين خيارين فاختار
أحدهما، بدلًا من أن يرفض أو ان يفكر بخيار ثالث، وكأن القصة تقول لنا إلعبوا تحت
سقف الاحتلال.
خامسًا: الرسالة
السلبية الأخيرة هي أن المقاوم هو سبب الأذى لأهله إن وقع لهم شيء وليس الاحتلال،
ولأن هذا المقاوم يحب أهله فاستجاب لطلب المخابرات.
ارجو
التنبه لما ننقل ونقده حتى لا ننقل روايات غير صحيحة أو تساهم في الحرب النفسية
دون أن ندري، وحسب الكاتب محمد جودة صاحب هذه القصة فهي صحيحة كما سمعها لكنه صاغها
بطريقة أدبية.
هو لم
يخبرنا من أين سمعها ولا تفاصيلها، مكتفيًا بالتأكيد على أن "مثلها" حصل
ويحصل، وهذا لا يعتد به في التوثيق للحرب، ربما كقصة أدبية يقبل هذا الأمر ليس
أكثر، ويبقى اعتراضي على الرسائل السلبية الواردة في هذه القصة.
هناك تعليقان (2):
أخي ياسين،
هذه قصة ألفها الشاب محمود جودة، هي خيالية لكن البعض فهمها خطأ، راجع ذلك على صفحة هذا القاص على الفيسبوك
حياك الله، هو تابعت النقاش حولها في حينه وفي الحقيقة هو يقول أن تفاصيلها خيالية لكن مضمونها حقيقي.
وتحفظي ليس فقط على الخيالي والحقيقي بل الرسائل السلبية التي تبثها أيضًا.
إرسال تعليق