الأربعاء، 4 يناير 2017

قضية خطيرة: ضم المناطق "ج" في الضفة



تظهر الخريطة المرفقة مناطق السلطة في الضفة الغربية "أ" باللون الأخضر الفاتح، "ب" بالأخضر الغامق، وهي أقل من 40% من مساحة الضفة.

المخططات الجديدة لحكومة الاحتلال تقوم على ضم المنطقة "ج"؛ أي 60% من مساحة الضفة، بعد تهجير معظم سكانها ويقدر عددهم بين 200 ألف و300 ألف فلسطيني.

ورغم خطورة القضية إلا أنها لا تأخذ اهتمامها الكافي مطلقًا، والسبب عدم إدراك أهل الضفة الغربية ولا التنظيمات الفلسطينية ولا المؤسسات الأهلية خطورة ما يحصل، والاعتقاد السائد أن سياسة الاحتلال هي نفسها منذ 1967م ولا تتغير.

وينفذ الاحتلال خطته بتصاعد تدريجي حتى يعود ويروض الناس على القبول بالأمر الواقع الجديد.

تجمعات بدوية وقرى بأكملها يتم تدميرها وتهجير أهلها بشكل تدريجي، وفي العام الماضي تم هدم منازل وتشريد أكثر من 1500 فلسطيني من المناطق "ج" بالإضافة لمدينة القدس، وهو الأعلى منذ بدء إحصاء أعمال الهدم (عام 2009م).



وهو مرشح للتزايد خلال الأعوام القادمة من أجل دفع سكان المنطقة "ج" لتركها والسكن في مناطق "ب" و"أ"، بحيث تفرغ المنطقة "ج" من أهلها تدريجيًا وتكون مؤهلة بعد بضعة سنوات للضم النهائي للكيان الصهيوني.

ووقتها سيصبح تنقل المواطن الفلسطيني بين مناطق السلطة المشتتة (كما تظهر بالخريطة) معاناة كاملة، وسيسير في طرق محدودة، وربما يحتاج لتصاريح تزيد معاناته.

يوم أمس الثلاثاء هدم الاحتلال 15 منزلًا في قرية طانا شرق نابلس، وأول أمس هدم 10 منازل في الخان الأحمر شرق القدس، وقبل فترة هدم 12 منزل في قلنديا، فضلًا عن الهدم اليومي لمنزل هنا ومنزل هناك.

والهدم يستهدف كل شيء: المنازل والخيم والبركسات والمحلات التجارية والمدرس والمساجد والعيادات الطبية، لا يوفرون أي شيء يقف في طريقهم.

بل وصل الأمر بالاحتلال إلى مصادرة ألواح الطاقة الشمسية التي تتبرع بها مؤسسات لسكان هذه المناطق من أجل تزويدهم بالكهرباء، فالهدف واضح وضوح الشمس وهو تهجير السكان بكافة الطرق.

وما ذكرته ليس سرًا بل هو معلن من خلال أقوال وزراء حكومة الاحتلال، ومن خلال الممارسات الواضحة على الأرض.

مع ذلك يمارس الجميع سياسة النعامة ويدفن رأسه في الأرض، وعندما تقع المصيبة بعد 5 أو 10 أعوام نتظاهر بأننا متفاجئون، ونبدأ بلوم "العملاء" و"المتخاذلين"، لا تلوموهم يا سادة فأنتم أول المتخاذلين عندما دفنتم رؤوسكم بالرمال.

ليست هناك تعليقات: