الأحد، 1 يناير 2017

تعامل الإعلام الصهيوني مع الجنود الأسرى لدى القسام


من متابعتي للإعلام الصهيوني أستطيع الخروج بالملاحظات الآتية:

الأولى: كل الإعلام الصهيوني بلا استثناء يتبنى الرواية الرسمية الصهيونية بشأن الجنود الأسرى لدى القسام، والتي تنكر وجود أسرى أحياء وتسخر من كل رسائل وتلميحات القسام، وتعتبر ما تقوله حماس كذب.

وهذا انعكس على قناعات المستوطنين العاديين الذين يؤمنون برواية حكومتهم أنه لا يوجد جنود أسرى أحياء لدى القسام، وأن الموجودين إما جنود قتلى أو مرضى نفسيين (مثل منغستو).

أي أنه لا يوجد حرية إعلامية تامة بل حرية تحت السيطرة، وفي لحظات الجد يلتزم الصحفيون الصهاينة بتعليمات قيادتهم السياسية.

الثانية: يتعامل الصهاينة مع أي معلومة تأتي من الفلسطينيين على أنها كذب ويقابلونها بالسخرية والاستهزاء، وحتى لو أراد صحفي صهيوني أن يمرر معلومة حصل عليها من الإعلام الفلسطيني فهو لا ينسبها للمصدر الفلسطينية الأصلية.

بل يقوم بإعادة تغليف المعلومة وينسبها إلى مصادر خاصة به، ويقدمها للجمهور الصهيوني على أنه شيء جديد أتى به.



وفي المقابل نجد لدينا (نحن العرب) عقدة الإعجاب بالأجنبي ونعتبر كل ما يقوله الصهاينة صدقًا ومنزلًا من السماء، حتى لو كان ضمن الحرب النفسية، ولا توجد أي فلترة لما يأتي من الإعلام الصهيوني.

الثالثة: بعض تعليقات المستوطنين في المواقع المختلفة على أخبار الجنود الأسرى، يمكن تلخيصها بما معناه "أنه لا يمكن التضحية بمصلحة إسرائيل من أجل شخص أو شخصين أسرى"، وهي آراء ليست منتشرة كثيرًا، وموجودة بين الأفراد ولا يعبر عنها الساسة والصحفيين صراحةً.

هذه التعليقات تمثل عكس النظرة التي نعرفها عن الصهاينة، أنهم مدللين ويفزعون من أبسط الأمور، وأنهم يريدون الرفاهية بأي ثمن.

وبرأيي أن بروز هذه الآراء (وإن كانت محدودة) يأتي متزامنًا مع اعتياد الصهاينة على هجمات المقاومة المختلفة منذ انتفاضة الأقصى، مرورًا بحروب غزة الثلاثة، وانتهاء بانتفاضة القدس.

كلما تقدمت المقاومة وضغطت على الصهاينة، يزداد المستوطن العادي "خشونة" أي يعتاد على الظروف النفسية التي تخلقها المقاومة، وهذه طبيعة أي إنسان عندما يوضع في ظروف صعبة يشعر بالضيق في البدء ثم ييعتاد.

طبعًا ما زالت المقاومة تقلقهم وتؤذيهم نفسيًا وجسديًا، لكن أثرها النفسي أصبح أقل بحكم الاعتياد، وهذه التغيرات في المجتمع الصهيوني يجب أن ندركها فلا نبالغ بالرهان على هشاشة المجتمع الصهيوني.

بالتأكيد الحرب النفسية ضد الصهاينة ما زالت تؤتي أكلها لكن لا نبني أوهام بأن عملية هنا أو هناك ستهزهم وتكسر معنوياتهم، أو أن أسير إضافي سيدفعهم للركوع.

ليست هناك تعليقات: