السبت، 24 مايو 2014

تعليقًا على أزمة جيش الاحتلال المالية




ربما فرح الكثيرون بالأخبار عن الأزمة المالية التي يعاني منها جيش الاحتلال الصهيوني، ووقفه لتدريبات عسكرية مشتركة مع أمريكا، لكن لا تتسرعوا فهذه مجرد أزمة عابرة ولن تغير موازين القوة مطلقًا، للأسباب الآتية:

أولًا: ميزانية جيش الاحتلال تساوي (تقريبًا) 15 مليار دولار سنويًا، والتقليصات والعجز هو جزء بسيط من هذا المبلغ، وسيتم اقتطاع من البنود الكمالية (مثل شراء سيارات جديدة لكبار الضباط أو شراء أسلحة لا لزوم حقيقي لها)، ولن يتم المس بأي شيء أساسي.

ثانيًا: وعلى فرض أنه تم المس ببنود أساسية فسيكون مسًا طفيفًا، فمثلًا في الحرب القادمة بدلًا من ضرب غزة ب1500 طن متفجرات، ستقصف ب1490 طن متفجرات.

ثالثًا: وقف التدريبات مع الأمريكان، هي تمثيلية من أجل الشحدة، ليقولوا للأمريكان: "نحن لدينا أزمة تبرعوا لنا بالأموال"، وبالفعل قرأت قبل قليل عن مساعدات أمريكية جديدة للكيان الصهيوني بقيمة 600 مليون دولار.
 
رابعًا: حتى ندرك ضخامة الميزانية المخصصة لجيش الاحتلال فهي تمثل 14 ضعف ميزانية السلطة الفلسطينية كاملة (وليس ميزانية الأمن كما قد يتبادر للذهن)، وهي تمثل 3 أضعاف الناتج القومي الفلسطيني في الضفة وغزة؛ وبكلام بسيط يحتاج الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة لأن يعمل 3 سنوات متتالية وأن لا يأكل ولا يشرب ولا يلبس ولا يفعل أي شيء، حتى يدخر أموالًا تساوي ما يخصصه الاحتلال لجيشه في سنة واحدة.

خامسًا: ميزانية جهازي الشاباك والموساد منفصلة عن ميزانية الجيش، وتبلغ هذا العام حوالي ملياري دولار، وهذا يساوي ميزانية السلطة الفلسطينية كاملة، وحوالي 40% من الناتج القومي الفلسطيني في الضفة وغزة.
ملياري دولار مخصصتان فقط للتجسس علينا وعلى الدول العربية وجمع المعلومات وتحليلها، وبعد ذلك نتفاجئ عندما نرى جبهاتنا ومجتمعاتنا ودولنا مخترقة من جانب الصهاينة.

سادسًا: ونظرًا لأهمية المال في الحروب وتمويلها وإدارتها، فهذا يؤكد على ما قلته سابقًا في مقالي " لنتوقف عن خداع أنفسنا: تحرير فلسطين ليست لعبة كاندي كراش"، أن تحرير فلسطين ليس بالأمر الهين، ومن هذه الأرقام يتبين أن تحرير فلسطين أكبر بكبير من قدرة فلسطينيي الضفة وغزة، وهذا يتطلب إدخال فلسطينيي الشتات والدول العربية المحيطة بفلسطين في المعركة بشكل مباشر وعدم الاكتفاء بالدعم الإعلامي والتعاطف الشعبي.

سابعًا: قد يقول قائل أن اليهود يفتقرون للشجاعة والإقدام وروح التضحية التي نمتلكها وهذا يجعلنا في غنى عن الإمكانيات المادية لمحاربة الاحتلال، وفي هذه مغالطة كبيرة فهل يحتاج قائد الطيارة التي تقصفنا إلى شجاعة أو روح تضحية؟ هو يقصفنا بكل راحة وهو بأمن عن كل أذى.

ليست هناك تعليقات: