ضعف تفاعل الناس مع فعاليات نصرة الأسرى له أسبابه الكثيرة، ولو قارنا بين
المشاركين بجنازة الشهيدين عوض الله والمشاركين باعتصام لنصرة الأسرى، نكتشف أن المشكلة
ليست بالحس الوطني عند الناس.
المشكلة عقدتها في رأيي هي عدم قناعة الناس بجدوى التفاعل مع قضية الأسرى،
لأنهم يعتقدون (محقين) أن الاعتصامات لن تؤدي للإفراج عن الأسرى، وهنا المشكلة.
الإفراج عن الأسرى ليس هدفًا بحد ذاته؛ وإلا فلنعقد صفقة مع الاحتلال بحيث
يفرج عن الأسرى ونتنازل عن كامل فلسطين ونقدم للاحتلال كافة الضمانات لذلك، والأسرى
الإداريين (المعتقلون بدون محاكمة) باستطاعة كل واحد منهم أن يصبح عميلًا للاحتلال
ويضمن الإفراج عن نفسه، لو كان مجرد الإفراج هو الغاية!
نحن في معركة تحرر وطني مستمرة، وطالما فلسطين محتلة فهنالك شهداء وأسرى وجرحى
ومطاردين وبيوت تهدم وموظفين يفصلون من أعمالهم، هذا ثمن التحرير وثمن الجهاد.
يجب أن نتعامل مع قضية الأسرى على أنها مدخل آخر لمقاومة الاحتلال، نحن نتضامن
مع الأسرى لنؤكد على السير على طريقهم بالدرجة الأولى، ولنطالب بإطلاق سراحهم بالدرجة
الثانية، وما لم يستوعب ذلك الناس، فسيبقى التفاعل مع قضية الأسرى ضعيفًا وهزيلًا كما
نرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق