السبت، 17 مايو 2014

رايات الفصائل ليست حزبية





أكثر من تستفزهم رايات الفصائل في المواجهات أو المسيرات ويطالبون بالاقتصار على رفع علم فلسطين، هم الأقل نضالًا وتضحية من أجل فلسطين؛ من ببغاوات الفيسبوك إلى عناصر أجهزة أمن دايتون.


لماذا لا نرى في المواجهات مع الاحتلال أيًا منهم يتقدم ويخاطر بحياته وهو يلف نفسه بعلم فلسطين؟ ألا تستحق حرقتهم المزعومة أن يقدموا لنا نموذجًا يقتدى به؟



بالصور المرفقة نجد الشهيد محمد أبو ظاهر:




نراه في المسجد عندما كان يوزع المصاحف داخله، ألم يكن "الحزب" هو الذي دعاه ليكون من شباب المسجد؟






نراه يرفع راية "حزبية" كما يصفها البعض مكتوب عليها لبيك يا أقصى، وهو قد فدى الأقصى بدمه فصدّق فعله شعاره، فماذا فعلتم يا أصحاب شعار "علم فلسطين فقط"؟

هو ترجم بدمه الأنشودة "الحزبية" التي تقول:


لبيك إسلام البطولة كلنا نفدي الحمى

لبيك وأجهل من جماجمنا لعزك سلما


فماذا ترجمتم غير فهمكم السطحي والمنقوص لمعنى الرايات والأعلام والأحزاب؟


تعدد الرايات هي نتيجة وتحصيل حاصل لتعدد الفصائل والأحزاب والأفهام، وهي نتيجة للطبيعة البشرية المستعصية على الاجتماع على رأي واحد، ولو حاولنا جبر الناس على ذلك لانتجنا ديكتاتوريةً وقهرًا.





هل ترى الشهيد كان يسعى لمنصب ومغنم حزبي عندما تقدم وتلقى الرصاصات بصدره؟ أم كان القناص الصهيوني حنونًا على الوحدة الوطنية فاختار أن يقنص صاحب الراية "الحزبية؟





ليس المهم الوحدة الشكلية بقدر ما هو مهم الوحدة القلبية، وهذا ما يتجسد بالمظاهرات كما نرى بالصورة تتعدد ألوان راياتهم وألثمتهم، لكن قلوبهم واحدة بكافة ألوانها وأشكالها، الأخضر والأصفر والأحمر والأسود والبرتقالي.


وما دامت الأحزاب والفصائل والرايات وسيلة للتنافس على فعل الخير والتنكيل بالمحتل المعتدي فما الضير في ذلك؟ أم أن الجلوس في البيت هو المطلوب؟


وأما أصحاب نظرية العلم الواحد فيريدون وحدة شكلية تستر قلوبهم عديمة اللون، ويريدون شماعةً يعلقون عليها فشلهم وعجزهم وجبنهم، وأما الأجهزة الأمنية فهي تريد من خلال محاربة رايات حركة حماس أن توصل رسالة لأسيادها في أجهزة أمن الاحتلال أن المصالحة لا تعني شيء لهذه الأجهزة، ولتؤكد على أن قلوب قادتها المصبوغة باللونين الأبيض والأزرق لا هم لها إلا حماية أمن الاحتلال كما قالها سيدهم أبي مازن، وليس هراؤهم عن وحدة العلم إلا ورقة توت يريدون بها ستر عورتهم وسوأتهم القبيحة.

ليست هناك تعليقات: