لماذا عين حجلة؟

لماذا التركيز الإعلامي على نشطاء المقاومة الشعبية في عين حجلة، وليس في غيرها؟

قبل كان هنالك قرية باب الشمس وحظيت بتغطية إعلامية واسعة، ثم تلتها عدة قرى مشابهة ولقيت إهمالًا إعلاميًا قاتلًا، ثم جاءت عين حجلة لتعود الأضواء لتعزز على هذا الشكل من النشاطات.

الأمر بكل بساطة لأن السلطة تريد ذلك، فتطلب من مكتبها في فضائية الجزيرة (عفوًا مكتب الجزيرة في رام الله) ووسائلها الإعلامية الأخرى مثل معا، أن تقوم بتسليط الضوء على هذه الفعاليات دون غيرها.

في باب الشمس كانت السلطة تريد إثارة قضية E1 التي يريد الاحتلال ضمها وبناء مستوطنات فيها، وفي عين حجلة تريد إثارة قضية غور الأردن.

في كلتا الفعاليتين كانت الاستعانة بالنشطاء الأجانب، وفي عين حجلة بنيت على أرض تابعة لدير مسيحي (دير حجلة)، وذلك من أجل كسب تعاطف الإعلام الغربي والظهور بمظهر حضاري ومقاومة اتيكيت.

دير حجلة: مقاومة اتيكيت

وفي باب الشمس أعطى الجنود النشطاء مهلة يومين قبل إزالتها، وفي عين حجلة أعطوهم مهلة يوم، في باقي القرى لم يأخذوا أي مهلة وقام الجنود بهدمها مباشرة وأحيانًا قبل أن يفعل النشطاء شيء.

ربما يرى البعض في ذلك تآمرًا من الاحتلال مع السلطة وأنا أرى السبب غياب التغطية الإعلامية عن النشاطات الأخرى (وغياب التغطية الإعلامية ببساطة لأن السلطة لا تريد ذلك).

إذن أين المشكلة؟

 

أولًا: لا يوجد أي متابعة، فقط فقاعة إعلامية ومهرجان لمدة يومين أو ثلاثة، وبعدها ينسى الناس كل القصة ويستمر الاحتلال بمخططاته: المشاريع الاستيطانية في E1 مستمرة على قدم وساق، والأغوار سيستمر التهويد وتهجير أهلها بدون التفات للشو الإعلامي.

ثانيًا: السلطة لا تؤمن إلا بالأجانب والغربيين والرأي العام الغربي، والمقاومة السلمية المرتبطة بمتضامنين أجانب، أما مقاومة الشعب الفلسطيني وقوته وإمكانياته فليس له أي اعتبار لدى السلطة.

ثالثًا: السلطة لا تهتم بالنشاطات الشعبية المماثلة التي ينظمها نشطاء لا يأخذون أوامرهم المباشرة منهم، بل وتعمل على إفشالها وإجهاضها، وأجهزة إعلام الضفة (بما فيه مكتب الجزيرة في رام الله)، تقبل بوصاية السلطة عليها، وتمارس تعتيمًا على كل أشكال المقاومة في الضفة، وفقط تسلط الضوء على حدث أو حدثين بين الحين والآخر مما تريده السلطة.