مثلما حصل مع مرسي: تضييق وتشويش وتخريب، ثم تشويه
وتسريبات مقصودة ليظهر مرة بأنه "صديق الإسرائيليين" ومرة أنه سيزرع سيناء
أدوات تنصت للاحتلال، وذلك لعزله عن قاعدته الشعبية، ليترك وحيدًا في مواجهة الانقلاب.
يحصل أمر مشابه لكن على نطاق زمني أطول، وخصم أقوى
(حماس): حصار خانق على غزة، من أجل إنهاك الناس اقتصاديًا، والآن دخلنا مرحلة تشويه
حماس:
صحيفة صهيونية تنشر وثيقة مزورة منسوبة لوزير الداخلية
في غزة بأن حكومة غزة تحارب الصواريخ وتأمر بقتل مطلقيها.
خبر تجار من غزة يلتقون مع ضباط الإدارة المدنية
الصهيونية، ويتبادلون القبل معهم، ونشر فيديو، والمصدر مرة أخرى صحافة الاحتلال.
الهدف من فيضان هذه الأخبار وتوقعوا المزيد منها،
هو عزل حماس عن قاعدتها الجماهيرية، تمامًا مثلما كان يحصل مع مرسي، وإلى جانب الحصار
المحكم على غزة، تصبح حماس منهكة وبلا ظهير بعد فترة معينة، ووقتها تكون اللحظة المناسبة
لأن يضرب الاحتلال ضربته القاصمة لغزة.
في تقديري أن الضربة ما زالت بعيدة لكن ما نراه اليوم
من حصار والانتقال مؤخرًا نحو التشويه، هو تمهيد لهذه الضربة.
وإن كانت داخلية غزة قد نفت صحة الوثيقة، وصواريخ
حماس تكذبها، فحادثة التقبيل بحاجة لبعض التوضيح:
طوال فترة الاحتلال نشأت علاقة تبعية اقتصادية بين
المجتمع الفلسطيني في غزة والضفة، ونشأت طبقة تجار تتعامل مع الاحتلال، وقسم من هؤلاء
التجار مشبوهين أمنيًا (عملاء) والغالبية العظمى ليسوا كذلك لكن لهم تعامل مع ضباط
الاحتلال ومسؤولين صهاينة لتسهيل معاملاتهم.
وقد رأيت بعيني في التسعينات مظاهرة لأصحاب الكسارات
قد أوقفوا شاحناتهم وسط أحد الطرق الرئيسية، وعندها جاء ضباط من الإدارة المدنية برفقة
دوريات للجيش وترجلوا وذهبوا إلى ناحية المظاهرة وعندها تقدم أصحاب الكسارات وتبادلوا
القبل وسط الشارع، وسط ذهولي.
ورغم الانسحاب الصهيوني من غزة إلا أنه ونتيجة رفض
مصر فتح معبر رفح تجاريًا، أبقى القطاع مربوطًا اقتصاديًا بالكيان الصهيوني، وطبقة
التجار هذه ما زال لها نفوذ في غزة، وغالبيتهم الساحقة ليسوا حماس لأنه لو كان عليهم
شبهة الانتماء لحماس لمنع الصهاينة عنهم تصاريح الدخول إلى الكيان الصهيوني.
للأسف هذه من مظاهر الاحتلال ومن آثار 45 عامًا من
التواجد الصهيوني الدائم، وحكومة غزة لا تستطيع محاسبتهم لأنه لا خيار آخر، والأهم
من ذلك أنهم ليسوا من أبناء حماس أو المحسوبين عليها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق