عندما تطرح مثل هذه المقارنات: اليهود لم يعملوها، بشار مجرم أكثر من شارون، ونتنياهو أرحم من السيسي، فإن كان كلامًا عاطفيًا يراد منه إبراز إجرامهم فهذا قد يكون مقبولًا عند البعض، لكن أن تصبح هذه حقائق وثوابت فهنا يجب التوقف والنقاش حتى لا نبرئ الصهاينة من إجرام أجرموه وأفعال اقترفوها بأيديهم.
أولًا، هنالك فرق بين الكيان الصهيوني والأنظمة الفاشية العربية في أن الأولى تحارب
شعب وأمة والثانية تحارب جزء كبير من الشعب وليس كله.
لكن كلهم يشتركون في أنهم مشاريع دخيلة على الأمة
العربية والإسلامية.
ثانيًا، المشروع الصهيوني كان أكثر شراسة وعنفًا مما نراه اليوم في سوريا ومصر، عندما
كان في مراحل مصيرية، وخصوصًا في حرب 1948م، فقد قام بتنظيف فلسطين من ثلاثة أرباع
أهلها، ومن الشهادات التي أسمعها عن حرب 48 أرى تماثلًا وتشابهًا وربما تفوق على ما
يقوم به نظام الأسد اليوم في سوريا.
ثالثًا، المشروع الصهيوني اليوم مرتاح ولهذا السبب هو أقل إجرامًا ودموية، ونفس الشيء
مشروع العسكر في سوريا كان أقل إجرامًا ودموية في السنوات القليلة التي سبقت الثورة،
ومشروع العسكر في مصر كان أقل دموية أيام مبارك.
رابعًا، فإجرام مشروع العسكر في كل من سوريا ومصر سببه أنه يواجه تهديدًا مصيريًا،
أما الصهاينة فعندما نصل معهم إلى تهديد وجودي يهدد بإزالتهم من الوجود فوقتها انتظروا
ما هو أفظع وأشرس من كل ما سبق مما رأيتموه سواء في فلسطين أو سوريا.
خامسًا، فالدموية والإجرام لا تعود إلى أن الصهاينة أرحم من الأسديين أو عندهم أخلاق
أكثر من السيسيين، بل يعود إلى ظروفهم، فمن يقاتل مرتاحًا وآمنًا ليس كمن يقاتل وقد
أطبق عليه الخناق، وكلما أطبق الخناق أكثر أزدادت الشراسة والإجرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق