كيف نفهم القرآن؟

"لا إكراه في الدين"

"ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه".

ستجد من يستدل بالأولى حتى يقنعك أنه المسيحي أو اليهودي مثلك مثله في ميزان الإيمان، وليس من الضروري أن يسلم أو يغير دينه.

وستجد من يستدل بالثانية ليثبت لك أنه يجب أن تحارب وتخاصم كل غير مسلم.

المشكلة عندما يأتي الشخص بفكرة مسبقة في رأسه، ويبحث عن ما يدعمها من القرآن أو السنة أو أقوال العلماء، ويتجاهل كل ما يعاكسها من أدلة.

ولو التفى الطرفان فالمتابع سيقول ما هذا الدين المتناقض مرة لا فرق بين مسلم ومسيحي، ومرة يجب مقاطعة وكره ومحاربة غير المسلمين.

القرآن يفسر بعضه بعضًا، ومن أراد فهمه يجب أن يفهمه ككل، وليس شذرات على طريقة ما يطلبه المستمعون.

نعم أنت لا تكره الكافر على الإيمان، لكن لا يعني هذا أنه على صواب، ولا يعني عدم إكراهه أنك تقره على كفره.

وكما قال الله عز وجل:

"ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"

الأدلة ليست لعبة نأخذ منها ما نشاء ونترك منها ما نشاء، والآية الواحدة قد تحتمل أكثر من معنى، لكن بعض هذه المعاني تتعارض مع آيات أو أحاديث أخرى، فتسقط ويصبح لا قيمة لهذه المعاني، وتبقى المعاني التي لا تتعارض مع سائر القرآن وصحيح السنة النبوي