ليست الأخطاء واحدة، وليس كل منتقد للأخطاء منصف أو صادق، وخاصة عندما لا يميز بين خطأ وآخر.
وجود أخطاء في مشروع جدارة لا يعني الفساد، والفاسد
ليس مثل المخطئ، من يرتكب الخطأ عن غير قصد قد يتعلم ويصلح من أمره، أما الفاسد فهو
ميؤوس منه ولا حل إلا باقتلاعه.
هنالك جملة أخطاء ارتكتب في مشروع جدارة لكن من أراد
الانتقاد البناء فعليه أن يشير إلى الأخطاء الحقيقية لا الأخطاء المتوهمة، وإلا أصبحت
فشة خلق.
1- الكلام عن فساد وواسطة ومحسوبية مضحك وغير صحيح،
فهل الموظف سيترك وظيفته الدائمة ويلحق بوظيفة بطالة؟ وهل يتم دحش الواسطات أمام الملأ
وفي العلن؟ وعندما يعلن العديد أنهم حصلوا على فرصة في جدارة بدون أن يطلبوها فهل هذه
واسطة؟
2- مجرد الإعلان عن أسماء الفائزين لا يعني التوظيف
التلقائي لأن هنالك إجراءات يجب إتمامها ومن بينها التأكد إن كان موظفًا أم لا.
3- إعلان الأسماء على الملأ شفاقية، ولو لم تعلن
لما اكتشف الخطأ، ولو اكتشف لأمكن للمدافعين عن الحكومة والتهرب والقول بأنها اتهامات
لا أصل لها.
4- أما الخطأ فهو توسيع قاعدة البيانات لتشمل أسماء
قدمت إلى الوزارة في وقت سابق بدون أن تسجل لجدارة، وأيضًا الخطأ من وجود أشخاص قدموا
طلبًا للوزارة ثم حصلوا على وظائف وأعمال ولم تشطب أسماؤهم من السجلات.
5- العلاج كان من الممكن أن يكون بسيطًا وبالإمكان
التعلم والاستفادة من هذا الخطأ، وذلك بالخطوات التالية:
أ- يشترط للنظر بأي برنامج توظيف مثل جدارة أو غيرها
أن يجدد الشخص طلبه كل فترة (كل شهر مثلًا)، ومن لا يجدد الطلب لا ينظر فيه.
ب- في الموقع الذي يتم الإعلان عن الأسماء فيه توضع
شروط التوظيف بخط واضح، وبالأخص بند أنه لن يتم الحصول على الفرصة للموظفين، وبخط ولون
مميز (الأحمر) والتوضيح للناس أن هنالك إجراءات لاستكمال الحصول على وظيفة، بحيث أن
من يقرأ الأسماء يدرك بشكل واضح ولا لبس فيه أنها ليست نهائية وأن الأسماء سيتم غربتلها
بناءً على استحقاقها للفرصة من عدمه.
الأمور بهذه البساطة وليست بحاجة لكل هذا الجلد والموشحات
الطويلة العريضة، هو خطأ وكما يقولون غلطة الشاطر بعشرة، لكن والحق يقال أن تنظيم العمل
إلكترونيًا في غزة قد سبق حكومة الضفة بعشرات المراحل، وهذا ما أعطى الناس فرصة ليتابعوا
وليقيموا ويراجعوا، ويعطي الفرصة لتصحيح الأخطاء وتصويبها.
وكما قلت في البدء الخطأ غير العمد مهما كان فادحًا
يمكن تصليحه، ولا تصح مقارنته بالفساد الأصيل والمتأصل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق