التهجم على اللاجئين السوريين في الإعلام_المصري ليست حملة عشوائية من قبل
بعض مقدمي البرامج السخفاء، فحجم الهجمة وتنوع القائمين عليها والفضائيات التي يظهرون
عليها، ووصول الأمر إلى الاعتداء جسديًا على اللاجئين، وتوزيع بيانات تدعو لمقاطعة
المحلات السورية، لا تفسير له إلا أن هنالك جهة ما تنسق هذه الهجمة.
بيان يدعو لمقاطعة المحلات السورية |
ومثلما كان الأمر مع الحملة التي وجهت ضد مرسي من خلال نفس الفضائيات، والتي
مولت خليجيًا لخدمة أهداف مخابرات تلك الدول والدولة العميقة المصرية، فهذه الحملة
تخدم نفس الجهات القائمة على هذه الفضائيات.
والهدف من وراء هذه الحملة مزدوج:
أولًا: سلخ مصر عن العالم العربي، ودغدغة مشاعر الشوفينية المتعصبة لدى الفلول،
وفرض عزلة شعورية بين مصر والعالم العربي، وتعزيز الكراهية المتبادلة بين العرب
والمصريين.
ثانيًا: محاصرة الثوار السوريين والشعب السوري، بحيث يضطرون إلى الالتجاء
لدول الخليج التي تسعى لاحتواء الثورة السورية، وأخشى ما أخشاه أن تعمل هذه الدول على
الضغط من أجل تنفيذ المخطط الصهيو أمريكي لتقسيم سوريا إلى دويلة علوية ودويلة لباقي
سوريا (وربما يكون للدروز دويلة في السويداء).
بمعنى آخر تهدف هذه الحملة وأخواتها إلى تقسيم الدول العربية والشعوب العربية
وبناء الجدران والحواجز بينهما، وإن كان الإعلام المصري بمثابة بساطير للعسكر، وإن
كان العسكر بساطير لأنظمة الخليج، وإن كانت أنظمة الخليج بساطير لأمريكا والكيان الصهيوني،
فلا عجب من هذه الحملة ولا من أهدافها.
ولطالما كانت نظرة الغرب والصهاينة إلى العرب والمسلمين أننا لسنا أكثر
من جماعات متفرقة متباغضة وتكره بعضها البعض، وما نراه في هذه الفضائيات وما نسمعه
على ألسنة هؤلاء المهرجين يعبر عن تلك الرؤية بشكل تام ومطلق.
لذا يجب الحذر من الوقوع في فخ الكراهية المتبادلة بين الشعب المصري
وباقي العرب، كما يجب على ثوار سوريا أن يحذروا فخ الضغوط التي قد تمارس من أجل
تمرير حلول تقوم على تقسيم سوريا إلى دويلات طائفية، فنحن نرى التقسيم يقوم به
النظام على الأرض ونرى الأمريكان وأذنابهم يروجون لهذه الفكرة، وها هو الإعلام
المصري المأجور يدعم باتجاهها، وغدًا سترون من الأنظمة العربية من يحاول تسويقها لكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق