سبق وأن حذرت
من تصديق الكذبة التي أطلقتها صحافة الاحتلال بأن محمد الضيف هو "الكل بالكل"،
وهو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في غزة.
واليوم
يبنى على هذه الكذبة كذبة أكبر ضمن الحرب النفسية التي تشن ضد المقاومة، وهي
تسريبات مزعومة أن الذي "كشف" الضيف هو مكالمة هاتفية مع الوفد المفاوض.
وهذه
كذبة لا يجوز تصديقها أو تناقلها كونها جزء من الحرب النفسية التي يشنها العدو،
ولماذا هي كذبة؟
أولًا:
الاحتلال لا يكشف على الإطلاق عن كيفية الوصول للمقاومين، فالكلام عن تسريبات مجرد
تمثلية لتمرير الحرب النفسية للشاباك.
ثانيًا: محمد
الضيف ليس القائد الأعلى لقطاع غزة، وحماس مؤسسة وليست فرد يتحكم بكل كبيرة
وصغيرة، وصاحب القرار في الحركة هي القيادة السياسية، وليس القيادة العسكرية.
ثالثًا: خرج
خليل الحية وخاطر بحياته ليكون ممثلًا عن قيادة حماس في غزة، وهو يحمل رأي القيادة
السياسية في غزة، حتى لا يضطر الوفد المفاوض للاتصال والتواصل مع قيادة حماس في
غزة عبر الهواتف والانترنت.
رابعًا: من قال
أصلًا أن محمد الضيف كان موجودًا في البيت الذي قصف؟ زوجته كانت موجودة لكن هو لم
يكن موجودًا وربما لم يلتق بها منذ أسابيع، وأرجح (وهو مجرد استنتاج) أن الصهاينة
قرروا قصف البيت بناء على معلومة أن زوجته موجودة فيه، من منطلق إيذاء أهله
(وإيذاء أهل المقاومين هي سياسة صهيونية راسخة)، ورهانًا على أنه ربما سيكون موجودًا
بالصدفة في المنزل، لكن لم يكن موجودًا.
خامسًا: محمد
الضيف مطارد طوال سنوات عديدة ليس بهذا الغباء ليتصل من خلال الهاتف مكالمة دولية؟
سادسًا: تحاول
هذه الكذبة اللعب على وتر القيادة السياسية السيئة، والقيادة العسكرية البطلة،
وهذه ألعوبة مخابراتية لا يجب أن تمر مرور الكرام، والتباين في تصريحات أبو عبيدة
وغيره تدخل في لعبة توزيع الأدوار ليس إلا.
ولمن لا يصدق أن كل المعلومات عن الضيف في الصحافة كذب وفبركة
يمكنه الرجوع لمقالي عن لماذا لا يقتل الكثير من الصهاينة؟