الخميس، 9 أبريل 2015

على هامش ذكرى مذبحة دير ياسين



تتداول المصادر التاريخية رقم 250 شهيد قتلوا في المجزرة، بينما أثبت بحث للمؤرخ الدكتور وليد الخالدي أن من قتلوا في المجزرة يتراوح بين 100 و110 حيث وثقهم بالاسم.

ويعود الرقم 250 إلى ما أعلنته العصابات الصهيونية في حينه (وبعضها تكلم عن 300 قتيل)، ويقول الخالدي أن السبب في المبالغة بالأرقام هو الحرص على إشاعة جو من الرعب لدفع الناس للهجرة من ناحية، وإلى التنافس بين العصابات الصهيونية من ناحية أخرى، فقد أرادت عصابتا الأرغون والايتسيل اللتان ارتكبتا المجزرة أن تثبتا أنهما أقوى وأقدر من عصابة الهاجاناة الأكبر حجمًا وقوة.

وهنا من الضروري الإشارة إلى أن الصهاينة بالغوا بتقدير أهمية مجزرة دير ياسين ليقولوا للعالم أنها مجرد مجزرة صغيرة ارتكبت في حرب طويلة، أو كما قال بيغن (زعيم عصابة الأرغون في حينها) أنه لولا مجزرة دير ياسين لما قامت دولة إسرائيل.

والحقيقة أن دير ياسين كانت مجرد محطة في المجازر العديدة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية، وهنالك مجازر أكبر منها حجمًا مثل مجزرتي الطنطورة قرب حيفا والدوايمة قرب الخليل، وقتل في كل منهما ما لا يقل عن 300 فلسطيني، وهنالك مجازر سبقتها مثل تفجير السرايا الحكومية في يافا والتي قتل فيها أكثر من 100 فلسطيني (في كانون ثاني 1948م).

المشروع الصهيوني قائم على المزاوجة بين الحرب النفسية والإرهاب المنظم والبطش الشديد بخصومه وأعدائه، وبدعم غربي لا محدود (بريطانيا لحد عام 1948م وفرنسا لحد الستينات وأمريكا منذ عام 1967م) والمشروع الصهيوني بدون الدعم الغربي لا يسوى شيء.

ليست هناك تعليقات: