الجمعة، 17 أبريل 2015

مذهبة الصراع في مصر



حرق الكتب الإسلامية ومظاهرات خلع الحجاب ومظاهرات المطالبة بحقوق الكلاب والتهجم الصريح على السنة والمراجع الدينية، ليست حركات غبية على الإطلاق بل هي مدروسة بعناية وموجهة من أباليس تخطط لمستقبل مصر، وعلى الأرجح أن المخططين يجلسون في تل أبيب وأمريكا ويوحون إلى أذنابهم في مصر للتنفيذ.

المطلوب من كل هذه الأفعال هو زيادة حدة الاستقطاب في الشارع المصري بين قطبيه: الإسلامي من جهة وتحالف الدولة العميقة مع التيارات العلمانية من الجهة الأخرى، بحيث لا يقتصر الصراع في مصر على بعده السياسي بل يمتد ليصبح صراعًا عقائديًا ودينيًا واجتماعيًا، ويتحول كل قطب في هذا الصراع إلى طائفة مستقلة ومغلقة على ذاتها.

مذهبة الصراع وتحويل الأحزاب السياسية إلى طوائف تعني استحالة إيجاد حلول وسط، وتعني العداء على كافية المستويات، والكراهية بناءً على الهوية، والرفض لأجل الرفض، وذلك حتى يضمنوا عدم قدرة اختراق التيار الإسلامي لجسم الثورة المضادة وعدم قدرته على شق صفوفها من خلال أي صفقات أو مصالح مشتركة.

مصر لا يوجد فيه تنوع ديني أو إثني مثل سوريا أو العراق، حيث توجد أغلبية عربية سنية تشكل أكثر من 90% من تعداد السكان، وهي تسيطر على نسبة أكبر من ذلك في الجيش والحكومة والطبقة السياسية، وبالتالي إن لم توجد طوائف دينية أو عرقيات إثنية، فليتم اصطناعها.

وما نراه هو عملية تخليق لطوائف بحيث يستحيل اللقاء بعدها عند أي مستوى من المستويات السياسية أو الثقافية أو الاجتماعية، بل حتى نلحظ في خطاب إعلام الانقلاب ومن يطبل له مصطلحات وتعابير مثل "هل يجب تطليق الزوجة الإخوانية؟"، فالمطلوب هو شطر المجتمع المصري من النصف وبناء أسوار عالية من الحقد والكراهية يستحيل إزالتها على مر الزمن.

ليست هناك تعليقات: