الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

داعش والأكراد


 
من الأمثلة التي تظهر التعصب الحزبي المقيت هي حملة التشويه التي يشنها الأولتراس الدعشاوي على الانترنت ضد الشعب الكردي بأكمله 
.
ونسمع منهم عبارات وجمل عنصرية ونعرات قومية كان من أججها حزب البعث الكافر (وحط ألف خط تحت كلمة كافر) بجناحيه البعث الصدامي والبعث الأسدي 
.
كل هذا لأن مصلحة الصنم الذي يقدسونه (تنظيم داعش) تطلب شيطنة الشعب الكردي المسلم، الأكراد الذين خرج منهم قادة مثل صلاح الدين، وعلماء أعلام مثل العالم المجدد الشيخ سعيد النورسي، والشيخ سعيد بيران الذي قادة ثورة ضد أتاتورك العلماني.

والكثير من العائلات الفلسطينية تعود بأصولها إلى العشائر الكردية التي قاتلت مع صلاح الدين واستقرت في فلسطين بعد الحروب الصليبية.
 
لكن وبوحي من النعرات العنصرية البعثية ومن أجل مصلحة صنم داعش أصبح الأكراد شيعة ويزيديين، وملحدين وعلمانيين لا يؤمنون بإسلام ولا وحدة إسلامية، مستدلين بتنظيم مثل البي كي كي، ومتجاهلين أن هنالك العشرات من التنظيمات والجماعات الإسلامية في كردستان (العراق وتركيا وسوريا)، مثل الاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية والجبهة الإسلامية الكردية وغيرها.

أصبح الكرد وفق دولة الخلافة البغدادية عرقًا نجسًا لا يصلح معه إلا الذبح والقتل والطرد من أرضه، فالأكراد حسب زعم أولئك الناعقون لا ينادون إلا بدولتهم ولا يؤمنون إلا بالعلمانية والألحاد.

والنكتة أنهم يتهمون الأكراد بالعنصرية والتعصب القومي، وينسون أفواههم الناعقة بكل فتنة قومية وعرقية، وكما يقول عنا المثل: "كبر البصل وتدور ونسي زمانه الأول".

أين أنتم من قوله صلى الله عليه وسلم: دعوها فإنها منتنة؟ وأين أنتم من قوله تعالى: ولا تزر وازرة وزر أخرى؟

قلتها مئة مرة ولن امل من تكرارها، فداعش لا تسعى للوحدة الإسلامية بل ما فعلته حتى الآن هو شق صف المسلمين، وما نبشها في النعرات القومية الفارغة وإلباسها لبوسًا إسلاميًا مزيفًا إلا مجرد مثال على ذلك.

كما أن ما نسمعه من شيطنة للأكراد يدل مرة أخرى على أن مشروع داعش هو مشروع حزبي ضيق مقيت، وليحرق كل المسلمون في العالم إن كان وجودهم يعيق المشروع الداعشي.

ولا أجد ما أقوله للأولتراس الدعشاوي إلا قوله تعالى: "بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين"، فقد أشربت قلوبكم بعبادة العجل الداعشي، وإن سمعتم كلام الله فلا نجد منكم إلا سمعنا وعصينا.

ليست هناك تعليقات: