الأحد، 12 أكتوبر 2014

معضلة الإخوان المسلمين ما الحل؟



يكثر الكلام في الصالونات السياسية عن أخطاء الإخوان وجمود الإخوان ومعضلة الإخوان، وبعض ما يقال وجيه وله اعتباره والكثير منه هراء، وبعضه يخرج من أبناء الإخوان أو محبيهم حرصًا على الجماعة، والآخر يخرج من خصوم الإخوان ممن يطرحون أنفسهم كبديل، وبعضه يخرج من مجرد ثرثارين يريدون اتباع موضة انتقاد الإخوان.

 

ما سنحاول القيام به هنا هو وضع الأسس السليمة التي تساعدنا بالتعرف على المشاكل الذاتية التي تواجه الإخوان المسلمين (أي المشاكل النابعة من داخل الجماعة فكرًا وممارسة)، بالإضافة لنقد الكثير من الهراء الذي يقال تهجمًا على الإخوان، لأن معضلة الإخوان المسلمين من شقين: معضلة تتعلق بالجماعة ذاتها، والأخرى تتعلق بعقد الآخرين تجاهها.


يجب في البدء التفريق بين مدرسة الإخوان المسلمين وبين تنظيم الإخوان المسلمين، فالأولى أوسع بكثير من الثانية وهي الأهم بالنسبة لي، لأن التنظيمات تبقى تجارب تنجح وتفشل لكن المهم هو الأساس والإطار الفكري، هل هما سليمين أم أن الخلل يأتي منهما؟

 

لو تكلمنا عن تنظيم جماعة الإخوان المسلمين فتواجدها خارج مصر وبلاد الشام محدود ولا تصح دراسة الإخوان خارج هذه المنطقة بناءً على التنظيم وحده، وفي المقابل فامتداد مدرسة الإخوان المسلمين تشمل أكثر دول العالم.

 

مدرسة الإخوان المسلمين تضم إلى جانب التنظيم مفكرين وجماعات وأحزاب استفادت من تجربة الإخوان المسلمين ومن منظريها بدرجات متفاوتة، وهنالك من تبنى تجربة الإخوان بشكل كبير لكن استقل تنظيميًا (مثل التوحيد والإصلاح في المغرب)، وهنالك من أخذ عنها بعض الأسس العامة (مثل حركة النهضة في تونس)، وهنالك من تشابهت طروحاته إلى حد كبير معها بدون أي تنسيق مسبق (مثل الجماعة الإسلامية في الباكستان)، ومنهم من استفاد منها في بداياته ثم انطلق بشكل مستقل (مثل تجربة أردوغان وحزبه).

 

وهنا من الضروري أن نشير إلى أن المدرسة (مثل أي مدرسة سياسية أو فكرية) تضم تيارات عدة، ومنظرين عدة ولكل "شيخ طريقته" كما يقولون، وتجارب عدة، لذا من الطبيعي جدًا أن نجد تباينات بين التجارب الإخوانية المختلفة، وخصوصًا أن أصل الفكر الإخواني قائم على التغيير من داخل المجتمع وهذا يعني بالضرورة مراعاة الفروقات بين مجتمع وآخر وبلد وآخر.

 

وهنالك بكل تأكيد أسس عامة وأطر فكرية تجمع جميع أطياف مدرسة الإخوان المسلمين، لو أردنا تلخيصها فهي:

 

أولًا: شمولية الإسلام وشمولية دعوة الإخوان المسلمين، بحيث تشمل السياسة والجهاد والدعوة والفكر والعبادة والاقتصاد والنشاط الاجتماعي وكافة مناحي الحياة، فلا يجوز الاهتمام بأحد هذه النواحي وإهمال ما تبقى.

 

ثانيًا: التغيير يبدأ من القاعدة ومن المجتمع ويرتقي صعودًا حتى يكون لدينا المجتمع المسلم والدولة المسلمة والحكومة المسلمة.

 

ثالثًا: الانفتاح ضمن البيت الإسلامي، فلا يوجد فتاوى إخوانية ولا يوجد مذهب معين يتبعه الإخوان المسلمين، ولا يوجد تقليد مذهبي، فستجد الإخوان يأخذون بفتاوى السلفية وغيرهم بدون تحرج، وستجد تقاليدهم المذهبية تراعي المجتمعات المختلفة مع الميل للتحرر من القيود المذهبية (والقصد هنا المذاهب الفقهية)، فتراهم يراعون المذهب المالكي في شمال أفريقيا، والمذهب الحنفي في آسيا الوسطى، ومتحررين من الانتماء المذهبي في الشام ومصر.

 

رابعًا: إيمانهم بالأمة الإسلامية الواحدة ورفض التبعية للاستعمار أو الفكر الذي لا ينضبط بضوابط الشريعة، وأن الوصول إلى وحدة الأمة يتم عبر العمل المتدرج، وإن كان التدرج وشدته وكيفيته تختلف من تجربة إخوانية إلى أخرى.

 

المعضلة الأولى؛ عقدة الآخرين تجاه الإخوان المسلمين:

 

لأن الإخوان المسلمين مدرسة والبعض قد يأخذ منها القليل ويبدأ تجربته وقد ينجح أو يفشل، فمن الضروري التمييز بين ما هو إخواني وما هو تجربة خاصة.

 

وما يربك المشهد هو التداخل بين من هو من تنظيم الإخوان ومن هو من مدرسة الإخوان ومن استفاد بعض الأمور من المدرسة الإخوانية، وما يزيد الأمور لبسًا هو أن الإخوان أحيانًا يتعصبون لمن هو قريب منهم أو يتصرفون وكأنه منهم، وعلى سبيل المثال بعض الاجتماعات والتجمعات الدولية لتنظيم الإخوان المسلمين تتم دعوة إليه كل من هو من مدرسة الإخوان أو قريب منها أو مر من باب عتبة الإخوان فتجد مثلًا حزب العدالة والتنمية التركي (الذي يقول عن نفسه أنه علماني) يشارك به.

 

وما يفعله خصوم الإخوان من علمانيين أو إسلاميين أنهم يتعاملون بانتقائية مع هذه الحالات الملتبسة، فإن كانت التجربة ناجحة ومميزة قالوا هم ليسوا إخوان، وإن كانت فاشلة أكدوا على إخوانيتها التامة.

 

وهنا أريد أضرب أمثلة حتى تتوضح الأمور بشكل أكبر:

 

الأول: الإخوان المسلمون في العراق؛ فقد شكل جزء منهم في الستينات الحزب الإسلامي بشكل مستقل عن الجماعة، كتجربة يخوضونها (وعلى فكرة بعض كوادر حماس خاضوا تجربة تشكيل حزب الخلاص في التسعينات).

 

عندما جاء الاحتلال الأمريكي قرر الحزب الإسلامي (وهو ينتمي لمدرسة الإخوان لكن ليس للتنظيم) أن يشارك بالعملية السياسية، وكان طارق الهاشمي أبرز المتحمسين لذلك وعندما قرر الحزب الانسحاب رفض الهاشمي واستمر وحيدًا.

 

لكن جماعة الإخوان المسلمين العراقية رفضت ذلك (وهي تنتمي فكرًا وتنظيمًا للإخوان المسلمين)، وحصلت مفارقة بينها وبين الحزب الإسلامي، وكان للإخوان المسلمين (وما زال حتى اليوم) حضور في الجماعات المقاتلة في العراق مثل حركة جامع.

 

خصوم الإخوان لا يذكرون رفض الجماعة ورفض منظرها الأول أحمد الراشد دخول العملية السياسية ولا يذكرون دور الإخوان في المقاومة العراقية، وفقط يقولون الهاشمي والحزب الإسلامي.

 

تقييم تجربة الإخوان في العراق يجب أن تتضمن تقييم لكافة أطيافها، لا أن نكون انتقائيين نختار ما يعزز زعمنا بأن الإخوان "سلميين زيادة حبتين"، أو أنهم صحوات، أو غير ذلك من الأحكام الجاهزة.

 

الثاني: الإخوان المسلمين في الصومال؛ حيث تقوم الماكنة الدعائية التابعة للقاعدة بوصم الشيخ شريف شيخ أحمد والرئيس الحالي والحكومة الصومالية بأنهم إما إخوان أو علمانيين متحالفين مع الإخوان.

 

وهذا غير صحيح إطلاقًا فالشيخ شريف شيخ أحمد ينتمي لجماعة صوفية غير إخوانية، ربما تأثر أثناء دراسته في مدرسة أزهرية وجامعات سودانية وليبية ببعض أفكار الإخوان وربما لا، لكنه لا يمثلهم ولا يمكن القول أنه يمثل مدرستهم، والإخوان المسلمون في الصومال (ويمثلهم حركة الإصلاح) حرصوا على عدم الخوض في الاقتتال الدائر، وسعوا للتوسط بين الأوساط المتحاربة.

 

وشهدت حركة الإصلاح انشقاقًا عام 2007م على خلفية الموقف من المحاكم الإسلامية لكن ما يتفق عليه طرفا الجماعة هو رفض التدخل الخارجي في الصومال.

 

فوصف كل متعاون مع قوات خارجية بأنه إخوان مسلمين ليس أكثر من دعاية سوداء قذرة من تنظيم القاعدة، مع التأكيد على أني لا أدين الشيخ شريف شيخ أحمد ولا تجربته ويمكن مناقشتها كتجربة مستقلة، لكن لا يجوز القول بأن هؤلاء الإخوان المسلمون!

 

الثالث: ربما ما لا يعرفه الكثيرون أن تنظيم الإخوان المسلمين في السودان لا علاقة له بحسن الترابي ولا نظام البشير، ومما أذكره جيدًا لقاء مع مراقب عام الإخوان في السودان بأوائل التسعينات (قبل افتراق البشير والترابي) هاجم فيه جبهة الإنقاذ الحاكمة واتهمها بالتضييق على جماعة الإخوان المسلمين بالسودان (المراقب الحالي للإخوان في السودان هو الحبر يوسف نور الدائم).

 

وأتذكر يومها أني لم أستسغ كلامه كونه يغرد خارج السرب فالسودان كانت في ذلك الوقت نموذجًا إخوانيًا يحتذى به.

 

والترابي كان قياديًا في تنظيم الإخوان ثم خرج منها وأسس الجبهة القومية وأخذ معه أكثر أفراد الجماعة وبقي أحد منظري الإخوان (قبل فتاويه الأخيرة المثيرة للجدل)، فالتجربة السودانية تنتمي إلى المدرسة الإخوانية.

 

الرابع: الشيخ الدكتور محمد الغزالي هو أحد أبرز منظري الإخوان المسلمين لكن ما لا يعرفه الكثيرون أنه اختلف مع تنظيم الإخوان في مصر وانسحب منه، فهو توفي غير منتمٍ للجماعة كتنظيم لكنه بقي حتى اليوم منظرًا هامًا للمدرسة الإخوانية.

 

الخامس: أفغانستان؛ حيث يحرص أتباع القاعدة وماكنتها الإعلامية على الترويج بأن جميع خصوم طالبان هم من الإخوان المسلمين، وأن الإخوان تعاونوا مع الأمريكان، ويستدلون بأسماء مثل برهان الدين رباني أو الشهيد أحمد شاه مسعود.

 

وهنالك مغالطات كثيرة تقال حول هذا لكن لا أحد مما تطرح أسماؤهم يمثل الإخوان كتنظيم، لكن هنالك الكثير من قادة المجاهدين الأفغان ممن درسوا في مصر تأثروا وبدرجات متفاوتة بالإخوان المسلمين.

 

وكلهم حاربوا السوفيت وأغلبهم شاركوا بالحرب الأهلية والتي كانت طالبان جزء منها، وعندما اغتالت القاعدة الشهيد أحمد شاه مسعود قبل هجمات سبتمبر 2001م بيوم بدء اصطفاف على أساس عرقي في أفغانستان.

 

البشتون والأحزاب التي تمثلهم، مثل الحزب الإسلامي بقيادة قلب الدين حكمتيار وهو أحد المتأثرين بالإخوان المسلمين وأحد قادة الجهاد الأفغاني، رفضوا الاحتلال الأمريكي وحملوا السلاح ضده حتى يومنا هذا، بينما الطاجيك والأوزبك وغيرهم من القوميات، تحالفوا مع الأمريكان (بفضل غباء القاعدة)، ومنهم من هو متأثر بالإخوان مثل رباني ومنهم من هو مرتزق أجير مثل عبد الرشيد دستم، حارب مع النظام الشيوعي ثم انقلب بعدها وتنقلت ولاءاته مع الأقوى.

 

فلا يجوز القول أن رباني يمثل التجربة الإخوانية وحكمتيار لا يمثلها! كلاهما لا ينتميان تنظيميًا للإخوان، لكن للإخوان تأثير عليهما وعلى غيرهما وبدرجات متفاوتة، ولا يقبل أن أصف مجرم الحرب دستم بأنه إخواني أو حتى قريب منهم.

 

المعضلة الثانية؛ ما الذي ينقص المدرسة الإخوانية؟

 

انطلقت المدرسة الإخوانية منذ أن بدأ الشهيد حسن البنا دعوته بعد إلغاء الخلافة الإسلامية بأربع سنوات، وكان الهدف إعادة الحياة الإسلامية إلى الواجهة السياسية وإلى الحياة العامة الاجتماعية والاقتصادية، وفي الحقيقة كان إلغاء الخلافة هو مجرد سقوط القشرة الخارجية، أما اللب والجوهر الإسلامي فقد سقط قبل ذلك بمئة عام أو تزيد، بحيث تسللت مع الاستعمار مظاهر التغريب المختلفة فعندما وصلنا لحظة إلغاء للخلافة لم يتبقَّ سوى القشرة فجاء أتاتورك وهتكها.

 

وعرف حسن البناء من أين يبدأ، فبدأ بالمجتمع من أسفل ومن التربية والدعوة الفردية والجماعية، وخلال عشرات السنوات استطاع الإخوان المسلمون ومن لحقهم من تيارات إسلامية أخرى قطع خطوات كبيرة على صعيد أسلمة الخطاب في المجتمعات الإسلامية،  وعلى صعيد أسلمة الآمال والأهواء.

 

واليوم تجد الجميع يتبنى خطابًا إسلاميًا حتى العلمانيين واليساريين اضطروا لمراعاة الميول الإسلامية لمجتمعاتنا، لكن النخب الحاكمة المتغربة بقيت رهينة بيد الغرب وتقاوم التغيرات الحاصلة بشراسة.

 

فالأسئلة المطروحة هي: كيف ننتقل من طور الدعوة والتبشير وأسلمة الآمال والتطلعات إلى طور التنفيذ والعمل؟ وكيف نعالج مشاكل وقضايا مثل تغيير الأنظمة المتغربة التي تحارب بشدة أي تغيير سلمي أو شعبي أو غيره؟ وكيف نرتقي بالأمة الإسلامية علميًا وسياسيًا وعسكريًا؟

 

لحد الآن لا يوجد إطار نظري مجرب ينتقل بنا إلى هذه المرحلة، وقد تطرق القرضاوي في كتابه "أولويات الحركة الإسلامية في المرحلة القادمة"، إلى طرق التغيير فحصرها بثلاثة: الثورة الشعبية مثل الثورة الإيرانية، والانتخابات، والانقلاب العسكري مثل السودان، لكن طرحه لم يكن عميقًا بما يكفي بل كان مجرد عرض لثلاثة نماذج ناجحة في تغيير نظام الحكم، لكن كيف نعمم هذه الطرق على باقي البلدان؟ وكيف نرتقي بمجتمعاتنا الإسلامية بعد الوصول إلى الحكم؟ هذين سؤالين هامين لا توجد إجابة شافية عليهما.

 

المطلوب من مدرسة الإخوان المسلمين أن تجيب على هذين السؤالين الهامين، حتى تستطيع التقدم وإلا فإنها لن تتقدم، وبحث الإجابة على هذين السؤالين يحتاج لبحث مستقل لا مجال له هنا، لكن ما يهمنا هو أن من أراد إفادة مدرسة الإخوان المسلمين على المستوى الاستراتيجي فليعمل على تقديم إجابات وحلول لهذين السؤالين (كيف نغير أنظمة الحكم؟ وكيف نرتقي بمجتمعاتنا).

 

المعضلة الثالثة؛ ما الذي ينقص تنظيم الإخوان المسلمين:

 

وهنا يجب أن نكون شديدي الحذر لأن لكل تجربة خصوصياتها وظروفها، وكل تنظيم إخواني يختلف عن الآخر سواء داخليًا أو في الظروف التي تحكمه.

 

وعند دراسة أي حالة إخوانية يجب أن نميز الإشكاليات الخاصة بها، وأن لا نعممها على الحالات الأخرى، فمشكلة الإخوان في مصر تختلف عن مشكلتهم في اليمن أو العراق أو سوريا أو فلسطين، فإن نجحنا بتشخيص مشكلتهم في مصر لا يجوز أن نقول أن هذا هو حال الجماعة في كل مكان.

 

ومن الطروحات الساذجة ما يقال أن مرسي كان يجب أن يشكل قوة تنفيذية مثلما فعلت حماس في غزة حتى يفشل الانقلاب، بدون أي مراعاة للاختلافات المتباينة بين الحالة المصرية والحالة الفلسطينية.

 

وأيضًا يجب أن نميز بين الأمراض التي ورثها الإخوان من المجتمع وبين ما هو تأثير المدرسة والفكر الإخوانيين، فعلى سبيل المثال الحاجة لتغيير القيادات الموجودة وتجديد الدماء وإشكاليات الحرس القديم، هي مشكلة متجذرة في كل المجتمعات الإسلامية، وأستطيع الحزم أن حال الإخوان في أكثر البلاد العربية هو الأقل سوءًا من كافة التنظيمات والجماعات الإسلامية وغير الإسلامية.

 

التنظيمات الأخرى تحكمها ديناصورات لعقود ثم تأتي وتعطي الإخوان دروسًا في تداول السلطة! فعندما نتكلم عن مشكلة الحرس القديم وجيل الشباب فهذه معضلة عامة تعاني منها مجتمعاتنا وليست مشكلة إخوانية خاصة، فأعالجها في إطارها الصحيح.

 

وهنالك إشكاليات خاصة بالإخوان في عدة دول تتمثل بنخبوية الجماعة وعدم نزولها إلى الشارع العريض، بينما نجد تنظيمات وأحزاب فارغة تبرز وتتقدم لأنها تخاطب الشارع إما بلغة رغيف الخبز أو بلغة العواطف.

 

فكل حالة يجب أن تراعي خصوصية البلد، وأن تفرق بين ما هو نابع من الإخوان أو تأثير من المجتمع الأوسع، فتشخيص المرض بشكل صحيح شرط للوصول إلى علاج صحيح.

 

خاتمة:

 

كانت هذه جولة سريعة في الأسس العريضة التي يجب أن نتبعها في تقييم أي تجربة إخوانية حتى نكون علميين، وأن نتجنب السقوط في التعميم المخل والتنظير الفارغ، لم أتطرق إلى حلول فهذا يحتاج إلى بحث مستقل، مع التأكيد أن كثرة التجارب الإخوانية تفرض حلولًا مختلفة لكل تجربة.

 

وفي النهاية مدرسة الإخوان المسلمين مدرسة مفتوحة من أراد الاستفادة منها أو من بعض ما جاءت به فيستطيع ذلك، ومن كان لديه شيء أفضل فالميدان مفتوح أمامه، وما عدا ذلك فإصرار البعض على تعليق فشله على أخطاء الإخوان فليس أكثر من حجة المفلس.

هناك 4 تعليقات:

abdulnassir يقول...

اخي العزيز كلامك جيد وهذه المعلومات معظم الإخوان المطلعين تقريبا يعلمونها ... ولكن السؤال المهم عن الفشل الذريع للإخوان في مصر والذي مررت عليه مر الكرام واعتبرته من السذاجه ان مرسي لماذا لم ينشئ اويشكل هيئه تنفيذيه علي غرار ما فعل الإخوان في غزه ؟؟؟ ... هنا لا أرى أنه سذاجة ابدا فرغم الإختلاف بين المثالين إلا أنه كانت الفرصة مواتيه والظروف ملائمة جدا لإنشاء هيئه تنفيذيه لاسيما أن الوضع في ليبيا وقتها كان ملائم جدا لتوفير السلاح والعتاد إلى غير ذالك .. ولكن المشكله كانت في الجيل القديم كما ذكرت انت سابقا وعدم اعطاء الشباب أي باب كن أبواب المبادرة وبصراحه انا ابغض كلمة المرشد في رابعة " سلميتنا أقوي من الرصاص " !!! لقد كنت أظنها فرقعة للإعلام فقط وعند اللزوم سيظهر مايلزم ولكن للأسف .. ثم انظر أخي العزيز إلى ماآلت إليه الأمور على صعيد وضع الإخوان في مصر .. لقد رجعت إلى ماقبل اكثر من سببعين سنه .. وايضا إلى تأثير ماحصل على ليبيا وتونس وخاصة فلسطين وما حصل في غزة من ذبح ودمار ماهو إلا من نتائج هذا الفشل العظيم وعدم قدرة التنظيم على أن يكون على مستوي الحدث .

غير معرف يقول...

طبعا أنا لن أجاريك في علمك فأنت ماشاء الله عليك ، تفوقني علما ، فقط سأسجل هنا مابلغته من فهم من واقعي :

عندما يغدو التنظيم مقدسا في نظر البعض ، ويتناسى أنه وسيلة وليس غاية ، يتعصب له ، وهذا ينطبق حتى على الحزب "الاسلامي " فينظر لحزبه وحركته أنها الفئة الناجية ، وينتقص من غيرها ، ولا يلتفت للانتقاد البناء ، عندها تكثر أخطاءه ..

اعتبر نفسك فرد عادي لماذا تضفي اسم اسلامي عليه أو إخواني ، لأنك بذلك وصفت الآخر أنه غير إسلامي ، الآخر يبقى مسلم حتى وإن تاه في سراديب مختلفةومشارب أخرى ، "إسلامي" معناه سيحسب عليك أنفاسك ، وأي أخطاء ترتكبها سيهاجم الاسلام من خلالك ، رغم أنه وغيره يخدم كل منهما تنظيمه وحزبه لا غير ، والانكى عندما يربط زواله بزوال الاسلام !! الاسلام باق ورغم كل ما مضى على مجتمعاتنا من محن ، فالاسلام متأصل فيها ومتجذر ، وقدتجد أحدا غير منتمي وغير متحزب ومع هذا تجده وطني ..

والاخطر في الامر عندما تتصارع الحركات، فيجد الفرد العادي البسيط ، نفسه أمام "إسلاميين" متنافرين ،مع من الحق إذن يا ترى ؟!!
وكل يغني ليلاه ، الشكل إسلامي والافعال كبقية الناس لا فرق

تجرد من كلمة إسلامي ، فكلنا مسلمون ، وعزز في نفوسالشعوب قيم الاسلام التي اندثرت بفعل الاستبداد واغتالها في النفوس ، من إخاء وإيثار وكرم وإخلاص واحترام حق الجارووو...
ويكون الكل يعمل لهدف واحد انقاذ البشرية من التيه وليس التنظير للتنظيم أو للحزب
مع التجديد في الخطاب ، ليوالم الواقع ، فالانبياء جاءوا بما يوافق مجتمعاتهم وبسطوا لهم الامور
أرجو أن تكتب مقالا تفصيليا عن أزمة التنظيمات في وطننا العربي ، وكيف تفرخ كل يوم تنظيم جديد ، إيجابياتها وسلبياتها ، وشكرا لك


ياسين عز الدين يقول...

أخي عبد الناصر لقد قمت بالرد على كلامك في صفحة الفيسبوك، لكن باختصار الإخوان المسلمين في مصر يجب أن يجدوا حلًا للوضع الحالي ولاستعادة الثورة من الانقلابيين.

لكن أن نحملهم مسؤولية كل ما يحصل في العالم؟! هذه مبالغة بجلدهم.

لم يكن بإمكان مرسي بناء أي قوة عسكرية في دولة يسيطر عليها الجيش بشكل محكم، الخيارات لم تكن سهلة أمام الإخوان وبات الان ضروريًا للبحث عن خيارات جديدة.

نقاش تجربة إخوان مصر يمكن بحثه في مقال مستقل لكن أحببت في مقالي هذا طرح الأسس الصحيحة التي يجب البناء عليها.

ياسين عز الدين يقول...

حياك الله أخي الفاضل.

بالنسبة لما تكلمت عنه من تعصب للتنظيم فهذه آفة، وبالفعل التنظيم وسيلة وليس غاية، وإلا!

بالنسبة لمصطلح إسلاميون ربما نستخدمه لتمييز تيار عريض، لكن معك في فكرة أنه من الضروري أن لا يتميز أباء التيار الإسلامي عن المجتمع وأن يحاولوا استيعابه.

أنوي الكتابة (إن قدر لي العيش) عن الحركات الإسلامية لماذا تحمل هذا الإسم وما هو الفرق بين الإسلامي والمسلم، وما ننتظره من التيار الإسلامي.

بوركت.