الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

استيلاء المستوطنين على المنازل في سلوان حتى لا نضيع القضية




بعد كل عملية استيلاء على منازل أو أراض فلسطينية بالسنوات الأخيرة، يبدأ نقاش عقيم لا ينتج عنه شيء مفيد.

نسمع دعوات لمحاسبة "العملاء الذين سربوا" العقارات، ثم يدور جدل ونقاش هل أصحاب المنازل هم الذين باعوا وفرطوا أم ضحك عليهم؟

ويقفز لك من يتبرع ويدافع عن الاحتلال بحجة أن "اليهود لا يأخذوا بيتًا ليس لهم"!!

وفي النهاية يمر الحادث بدون أي نتيجة فلا الصهاينة وضع لهم حد، ولا العملاء المفترضين عوقبوا، ونستمر بحياتنا وكأن شيئًا لم يحدث.

وأكاد أجزم أن توجيه الاتهام نحو سمسار مفترض باع الأرض للصهاينة الهدف منه إراحة ضمير الناس، وأنه لا يوجد عليهم أي واجبات مطلوبة منهم، فالأرض بيعت ولا نستطيع فعل شيء!
 
وإلا فماذا عن ملايين اللاجئين الذين طردوا من أرضهم وترفض دولة الاحتلال عودتهم بحجة أن ذلك يلوث يهودية الدولة؟

وماذا عن المسجد الأقصى الذي أصبح مشتركًا بين اليهود والمسلمين، وبحكم القوة أصبح لليهود فيه "حق"، والأمس صباحًا بنفس الوقت الذي تم الاستيلاء على المنازل في سلوان، دخل مئات اليهود وأقاموا الصلوات داخل الأقصى وعلى بعد مئات الأمتار من سلوان.

فإن سكتنا عن مصادرتهم للمنازل بحجة أنها بيعت، فعلى أي أساس نسكت على دخولهم للاقصى وإقامتهم شعائرهم الدينية فيه؟ ومنع المسلمين من دخوله بما فيه أهل القدس أنفسهم؟

فمن أجل أن لا نفعل شيء نلوم الضحية ونتهمها بالتفريط بأرضها ومنازلها وبيعها، تمامًا مثلما يفعل الديوث الذي يتهم المغتصبة بأنها سلمت نفسها طوعًا لمغتصبها حتى يعفي نفسه من الانتقام لها.

ومن تتبعي لحالات مصادرة المنازل والأراضي داخل مدينة القدس والخليل في السنوات القليلة الأخيرة، ففي أغلبها نتيجة تعقيدات قانونية يستغلها الصهاينة، وليس نتيجة بيعها لكن دائمًا الحل الأسهل أن نلوم سمسارًا مجهولًا على الجريمة، ويستمر الاحتلال بالتمدد على اشلائنا.

وأخيرًا نقول إن كان السمسار المفترض الذي باع شقة أو قطعة أرض يغضبكم وتريدون شرب دمه كما تتوعدون، فأمامكم من تنازل عن كامل فلسطين مجانًا وقالها بملئ فيه أنه لا حق لنا في صفد أو يافا أو حيفا، فلماذا لا تنتقمون منه؟ أم أنها ذرائع لتبرروا عجزكم.

ليست هناك تعليقات: