الجمعة، 10 أكتوبر 2014

طقوس العيد الحزين




لا أدري السر في حرص الناس على التحرج من الاحتفال بالعيد أو إظهار الفرح، وكأن الفرح خطيئة يريدون الاعتذار عنها.

ابتداءً من قول المتنبي "بأي حال عدت يا عيد .. بما مضى أم بأمر فيك جديد" إلى عادة زيارة المقابر وتذكر الأموات في هذا اليوم، إلى حداد البعض وعدم صلتهم للأرحام في العيد لأنهم حزانى، إلى إصرار أكثر الناس على بدء تهاني العيد بجملة "رغم كذا وكذا لكن امتثالًا للسنة سنفرح بالعيد".

ومنذ أن وعيت على هذه الدنيا، وهنالك سبب "للنكد" فالانتفاضة الأولى كانت مادة للمناكفة بين من يصر على أنه لا عيد إلا عيد عودتنا ولا سبب للفرح في ظل دماء الشهداء، ومن يقول أنه يجب الفرح لأنه أمر ديني.

واليوم هنالك سوريا وغزة وبورما والعراق والقائمة تطول، وإن فقدت أسباب الحزن العامة اختلقنا أسبابًا خاصة مثل الحداد على ابنة عمة صهر جيراننا.

والأغرب أن الابتسامة لا تفارق وجوه البعض لكن عندما يأتي ويكتب التهنئة بالعيد يجب أن يسبقها بديباجة الحزن والاكتئاب، وكأنه يجب أن ندون أحزاننا حتى لو كانت مفتعلة أو مبتذلة، تمامًا مثل دعوات حفلات الزفاف خلال حرب غزة "عذرًا غزة لكن تطبيقًا لسنة نبينا".

الإنسان فطر على حب الفرح واللهو، وإن كانت المبالغة باللهو و"الانبساط" مذمومة، فلا داعي لهذه المقدمات الاعتذارية والتي أصبحت عادة نتوارثها ليس أكثر، وإلا فمن الذي يعتذر على وليمة أقامها في منزله أو فسحة في أحضان الطبيعة قضاها مع أصدقائه؟

ومن الذي يعتذر ويختلق الأعذار لأنه تناول وجبة طعام شهية بالأمس؟ شعورك بقضايا أمتك أو بالفقراء والمساكين أو حزنك على عزيز فقدته ليس بروتوكولًا ولا كلمة رفع عتب تقولها في المناسبات.

حاول أن تساعد كل محتاج، وقدم من مالك وجهدك ووقتك لنصرة قضايا أمتك، وادعو لمن يعز على قلبك وتصدق عن روحه، فهذا أولى من كلمات أصبحت فارغة المضمون تقال في كل مناسبة سعيدة، نريد من خلالها أن نزيح عن أنفسها كاهل واجبات قصرنا بها.

ليست هناك تعليقات: