رقم واحد:
اغتيال الشهيد محمد عاصي يأتي ضمن حملة صهيونية هادئة لكن محمومة ضد المقاومة
في الضفة الغربية التي زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة، وخصوصًا في الشهر الأخير.
التغييرات التي تحدث في الضفة تقلق الصهاينة، وهنالك بشكل يومي اعتقالات بحق
مقاومين أو أشخاص "يشتبه" بإمكانية تنشطهم في العمل المسلح أو أطفال الحجارة.
هل سينجح الصهاينة في مسعاهم بتأخير الانفجار المرتقب في الضفة؟؟
لننتظر ونرى.
رقم اثنين:
تكلمت سابقًا عن احتراف البعض نسب إنجازات غيرهم لأنفسهم ليغطوا عجزهم أو تقصيرهم
أو تخاذلهم أو حتى تواطئهم.
عندما نتكلم عن تنظيم صغير مثل الجهاد يسعى لأن يثبت نفسه أو تنظيم متورط بالعمالة
مثل فتح يسعى لإثبات أن العمالة هي صفة الجميع، فعملهم قائم على التبخيس من بضاعة حماس
وإنجازاتها.
وفي المقابل حماس من حقها أن ترد وأن تدافع عن موقفها.
المشكلة عندي هي في الانخراط العقيم بنقاشات طويلة لا تنتهي حول انتماء الشهيد،
الآخرون لا بضاعة لديهم وفقط يحسنون الكلام، وفي المقابل تحسن الفعل، ومهما حاول أهل
الكلام فالفعل أبلغ وأقوى.
كل المطلوب أن تطرح وتبين وجهة نظرك حول القضية، ولا داعي للت والعجن، ففي ذلك
إسفاف وإساءة للقضية الفلسطينية وللشهيد ولحماس بالذات، وهنالك أمور أكثر وضوحًا وثبوتًا
يرفضون الاعتراف بصحتها، فهل تتوقعون أن يعترفوا لكم بهذا الأمر؟
اطرح وجهة نظرك ووضحها أول مرة، وانتهى. لا داعي للدوران في نقاش كله يكرر بعضه
البعض.
رقم ثلاثة:
الكثير من المعلقين يقوم بتعويم قضية الشهيد محمد عاصي بأنه ابن فلسطين وليس
ابن تنظيم دون آخر، البعض يفعل ذلك توفيقًا للمشكلة حول التبني، والبعض يفعل ذلك تبخيسًا
لدور الفصيل الذي عمل من خلاله الشهيد، وليبخس من بضاعة التنظيمات المقاومة، وكأن
17 كيلوغرامًا من المتفجرات التي استخدمت بالعملية هي 17 كيلو فقوس اشتراها قائد المجموعة
أحمد موسى من الحسبة من مصروفه الشخصي!
التنظيمات المقاومة كانت وستبقى الحاضنة التي تحتضن المقاومين وتوجههم فكريًا
وتنظيميًا وفنيًا، وتمولهم وتوفر لهم كل ما يطلبونه، وليست كل التنظيمات سواء، فهنالك
المجتهد وهنالك الكسول وهنالك المتسلق، وأن نساوي بينهم جميعًا، سواء من خلال مدح الجميع
أو ذم الجميع لهو خطأ وخطيئة يرتكبها البعض بحسن نية أو بسوء نية.
الشهيد ضحى بحياته من أجل فلسطين لكن التنظيم الذي احتواه ووفر له التسهيلات
أفرادًا وقيادة يضحون أيضًا بحياتهم ويحملونها على أكفهم من أجل فلسطين أيضًا،
"فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر".
رقم أربعة:
البعض أزعجه أن تنسبه حماس للقسام لكن لم يزعجهم أن السلطة اعتقلت شقيقه للضغط
عليه من أجل تسليم نفسه.
والبعض أزعجه النقاش حول انتمائه ولم يزعجه التنسيق الأمني الذي طارده وسهل
اغتياله.
على من يقول أن الشهيد هو ابن فلسطين، أن يدين من يحاربون فلسطين من خلال التنسيق
الأمني، وإلا فحرصهم مزيف وورعهم بارد لا لزوم له.
رقم خمسة:
ما بعد استشهاد محمد عاصي بأيام قليلة: زجاجات حارقة وأكواع في يعبد،
وإطلاق نار غرب رام الله، وإذا كانت القاعدة تقول: المقاومة الشعبية تجر المقاومة المسلحة،
فالسؤال هو: هل تكسر القاعدة، وتقوم المقاومة المسلحة بجر المقاومة الشعبية في الضفة
المحتلة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق