لا شك أن زخم العمليات الأخيرة في الضفة الغربية لم يأت من فراغ؛ من قلقيلية
إلى الخليل ثم البيرة والأغوار والآن عملية الرام، وكل ذلك في أقل من شهر.
فهل هي عمليات مخطط لها من قبل جهة مركزية؟ (أو قناص الضفة كما يختزله
البعض) أم أن الشعب الفلسطيني في الضفة وصل إلى استنتاج أن بقاء الحال كما هو سيقود
إلى كارثة محققة، مما يدفع بالمزيد من الشباب إلى نتيجة أنه طفح الكيل ويجب أن
يتصرفوا بطريقتهم؟ (نظرية أبو شبرية كما سنسميها).
النطاق الجغرافي الواسع للعمليات وبساطة أدوات التنفيذ في معظمها، يقلل من الاحتمالية
الأولى (نظرية قناص الضفة)، وتزيد من الاحتمالية الثانية (أبو شبرية).
وإن صح ذلك فهذا أخطر على الصهاينة بمراحل كثيرة. لماذا؟
لأنها لو كانت خلية عسكرية فسرعان ما يتم القبض على قيادتها وتتوقف بعد
أيام أو أسابيع أو أشهر، لكن إن كانت جزء من مزاج عام فكل عملية ستجر أختها، ولن توجد
جهة مركزية يضربها الاحتلال، فإن توجه نحو العقوبات الجماعية فسيوفر أجواء غضب
تؤدي إلى انفجار، وإن سكت فسيشجع آخرين على تنفيذ المزيد من العمليات المماثلة.
المجتمع الضفاوي عنده قناعة عامة أن المظاهرات والاحتجاجات لا تفيد كثيرًا،
لذا من الطبيعي أن نرى هذه القفزة مباشرة نحو المقاومة المسلحة وإن كان بوسائل
بدائية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق