الجمعة، 29 أغسطس 2014

السقوط في العمالة ليس فقط عن طريق الفتيات




ربما الإسقاط في حبال العمالة عن طريق مكالمة من فتاة اتصلت "بالخطأ" هو أسلوب شائع، مما يدفع الكثير من الناس للظن أن الإسقاط عن طريق الجنس والغرائز العاطفية هو الطريقة الوحيدة للإسقاط، وهذا غير صحيح.

الاحتلال يساوم ويبتز الناس من خلال حاجتهم للمال وحاجتهم للسفر وحاجتهم للدراسة وحاجتهم للعلاج وغير ذلك.

سأروي لكم قصة حدثت مع أحد الأسرى المحررين حاولوا استدراجه للعمالة لكن يقظته ووعيه وضميره منعه من السقوط.

جاءه هاتف ليقول له الشخص المقابل "يوجد لك عندي أمانة يا فلان"، فقال له "الرقم خطأ لست فلان"، فتأسف له ذلك الشخص وأغلق الهاتف.

رجع نفس الشخص واتصل فيه قال له "أنا آسف بس شكلك واحد ومحترم وبدي أتعرف عليك"، وتعارفا وسأله عن مجال عمله وعرف أنه أسير محرر وعنده مشروع تجاري قد بدأ به.
 
فقال له الشخص "أنا بشتغل بنفس المجال وبشتغل في شركة كبيرة بالقدس، وبدور على وكيل في الضفة"، وبدأ يغدق عليه الوعود والآمال بأرباح كبيرة.

بعد عدة أسابيع من الترتيبات والنقاشات بينهما، قال له "بدي أجيب لك تصريح علشان الشغل"، فرد صاحبنا بالقول "أنا كنت أسير مش راح يطلع لي تصريح"، فجاءه الرد "أنا بدبرك".

ثم اتصل به بعد يومان وقال له: "بدنا نروح على القدس"، فقال له: "والتصريح؟"، فجاءه الرد "ما تهتم"، وركبا السيارة وعبرا الحواجز بدون تفتيش أو سؤال عن التصاريح، ثم قال له: "بدنا نشوف المعلم تبع الشغل علشان يدبر لك تصريح"، وأخذه إلى أحد الفنادق في القدس الغربية.

صديقنا أحس بوجود خطأ ما لكن أسرها في نفسه، وعند وصولهما إلى الفندق التقيا المعلم اليهودي، بعد أن سأله عدة أسئلة شخصية وعن العمل وغيرها من الأسئلة العادية، طلب منه رقم هويته ليطلب له التصريح، ثم تكلما عن تفاصيل العمل مع وعود بأرباح مجزية.

غادرا المكان وعاد إلى منزله، وفي اليوم التالي جاء لصديقنا اتصال من صاحبه الذي تعرف عليه بالهاتف وأغدقه بوعود العمل المغرية، وقال له: "أمور التصريح تمام، وأموره جاهزة ومنتهية، فقط مطلوب منك أن تقابل الضابط الأمني وهذا إجراء روتيني بسيط"، طبعًا صديقنا الأسير المجرب فهم اللعبة، وهو يعرف تمام المعرفة أن التصاريح لا تحتاج للقاء ضابط أمني، وأن المقصود جلسة لابتزازه أما العمالة أو لا تصريح.

فرفض على الفور وقال للي ظن أنه صاحبه: "ما بدي أقابل الضابط، وما بدي تصريح، وما بدي أشتغل معك بالمرة"، وحاول إقناعه بأن الأمر عادي والكل يقابل و... و.... فأغلق الهاتف في وجهه، ورفض أن يرد على أتصالاته التالية، وأنقذ نفسه بسرعة فطنته.

ليست هناك تعليقات: