الجمعة، 8 أغسطس 2014

أين تكمن مشكلة مفاوضات القاهرة؟


الوفد الفلسطيني يزور الجرحى في المستشفيات المصرية


أراد أحدهم السفر للعمرة فأرجعه الأردنيون وقالوا له أنت من حماس وممنوع الدخول، وفي طريق عودته أخذه الصهاينة لمقابلة مع المخابرات.

قال له ضابط الشاباك " نحن لم نرجعك بل إخوانك العرب ونحن سنساعدك" فرفض لأن وراء المساعدة ثمن، وقال له سأحلها بطريقتي.

تواصل هذا الشخص مع أقاربه في الأردن والذين لهم معارف في جهاز المخابرات الأردني، وتمكن من إزالة اسمه من لوائح المنع، وقرر السفر وإعادة الكرة.

في المرة الثانية منعه الصهاينة من المرور، وقال له ضابط المخابرات أي حل لمشكلتك مع الأردنيين لا تمر من خلالنا (يقصد العمالة) غير مقبولة ولن نسمح لك بالمرور.

يحرص الصهاينة على الدفع بعملائهم ليتبنوا مطالبهم، ولتبدو الأمور وكأنها مطالب عربية، ولهذا نسمع أن المصريين يرفضون نقاش معبر رفح ويرفضون الميناء والمطار، هم يفعلون ذلك نيابة عن المحتل، وليس لأسباب خاصة بهم.

طبعًا هم وجوقة المطبلين لهم يرفضون الاعتراف بذلك، ويحاولون شخصنة الموضوع، والزعم بأن السبب هو علاقة حماس مع الإخوان أو غيرها من الحجج، وذلك لأنهم لا يريدون الاعتراف بعمالتهم.
 
وكل الهدف من التضييق العربي على حماس والمقاومة وقطاع غزة هو دفعهم للتعامل مع إملاءات الاحتلال، وليقنعوا الفلسطيني بأنه لا حل له إلا بالتفاهم مع الصهاينة والخضوع لإملاءاتهم.

من الضروري أن نفهم الترتيب الصحيح للأمور فهذا ليس ترفًا فكريًا كما قد يبدو للوهلة الأولى، بل هو ضرورة لكي نحل الأمور بشكلها الصحيح ولا نضيع وقتنا وجهدنا في مشاكل وقضايا جانبية.

مشكلة حصار غزة حتى نفهمها بشكلها الصحيح هي أن الاحتلال يرفض أن يكون لغزة استقلال اقتصادي، حتى لو استجابت المقاومة لمطلب نزع السلاح، أنظروا الضفة الغربية كيف أنها ملحق بالاقتصاد الصهيوني لا يأكل إلا من فضلات الصهاينة، هذا أقصى ما يمكن أن تتمناه غزة في ظل الشروط الصهيونية.

الصهاينة عندهم مشكلتين مع الاستقلال الاقتصادي في غزة:

الأولى: يجب أن يبقى المواطن الفلسطيني يعيش في دوامة مشاكل يومية، حتى لا يفكر بتحرير فلسطين، فما دامت لقمة عيشه يتحكم بها المحتل وما دام الدخول والخروج لا يتم إلا بإذن صهيوني، وما دام هنالك مشكلة بين الفترة والأخرى تنغص عليه حياته، فلن يفكر هذا الفلسطيني بتحرير فلسطين أو العودة إلى يافا واللد.

الثانية: الصهاينة يريدون تفريغ فلسطين كلها من أهلها (بما فيه فلسطين)، وأي انتعاش اقتصادي في غزة سيجعلها بؤرة جذب للفلسطينيين في الخارج، بدلًا من أن تكون بؤرة طرد لأهلها كما هي اليوم.

وهنالك مشكلة أخرى لدى الصهاينة في مطالب المقاومة ألا وهي الربط بين الضفة وغزة، سواء في مطلب الممر الآمن أو الإفراج عن أسرى الضفة كجزء من صفقة التهدئة.

الصهاينة يريدون تقسيم المناطق الفلسطينية إلى علب سردين على طريقة محيمات الهنود الحمر في أمريكا، وتركهم يغرقون في مشاكلهم الحياتية والاقتصادية، يريدون علبة سردين في غزة، وأخرى في رام الله، وأخرى في الخليل، ويحظر أن يتضامنوا أو يترابطوا مع بعض.

إذًا أين الحل؟

الحل لن يأتي إلا من الصهاينة، والحل لن يأتي بالتوسل لأنه كما رأينا مشكلة الصهاينة هو بالوجود الفلسطيني ذاته، أي ما دمت موجودًا فأنت عدو ومشكلة بالنسبة لهم، الحل فقط يتم من خلال جعل ثمن حصار غزة على الصهاينة أعلى من أن يستطيعوا احتماله.

بدون ذلك فكل النقاشات والحلول والجدل لا قيمة حقيقية له، هو مجرد كلام على هامش الحدث.

وحسب ما أرى فالصهاينة لم يدفعوا الثمن العالي بعد، إلا إذا كانت هنالك ضغوط خارجية قوية لا يستطيعون الوقوف بوجهها، وهذا سيتضح اليوم أو خلال الأيام القادمة.

ليست هناك تعليقات: