الثلاثاء، 5 أغسطس 2014

لا تفرطوا بأمير ‫قطر




تكلم قبل أيام قليلة عزمي بشارة عن وجود مخطط صهيوني طويل الأمد للإطاحة بأمير قطر، وقبلها بأيام قرأت تحريضًا في الصحافة العبرية ضد دولة قطر وأنها الممول للإرهاب وعملوا لقاءات وأرقام ليثبتوا الأمر.
وكلنا نعرف تصريحات بيريس الذي اتهم قطر برعاية الإرهاب.

كما لاحظت أن صحافة الخليج التي تدور في فلك النظامين السعودي والإماراتي تردد نفس الإسطوانة حول دعم قطر للإرهاب.

لذا فمن الواضح أن هنالك خطر حقيقي، وهنالك مخططات لاختلاق حفتر أو سيسي قطري، وأتوقع أن التحضيرات الأولية لهذه الخطوة إن لم تكن قد بدأت، فستبدأ بالقريب العاجل.

وسبب هذه الهجمة ضد قطر وأمير قطر كان في البداية احتضان قيادة حماس ثم دعم أنصار الشرعية في مصر، وجاء موقف قطر (وتركيا) المساند للمقاومة في غزة ليكون القشة التي تقصم ظهر البعير.
 
ومن يستهين بالدور القطري في دعم وإسناد المقاومة في غزة فهو لا يفقه في السياسة، ويكفي ردة الفعل الصهيونية المسعورة لتقول لك أنه دور فعال وإيجابي.

بعض أنصار حماس ومحبيها ومحبي المقاومة الفلسطينية بشكل عام والقضية الفلسطينية، لا يحبون أمير قطر لأسباب مختلفة أو على الأقل لا يعتبرونه بطلًا أو مقاومًا أو نموذجًا يحتذى به.

لا أريد الدخول في نقاش حول وجهات النظر هذه، بعضها قد أتفق معها وبعضها لا، لكن نصيحتي لكل من ذكرت لا تكونوا مغفلين وتفرطوا بأمير قطر كما فرطتم من قبل بمرسي، لأنه مهما كان رأيكم فيه فستبكون دمًا لو رحل بفعل المخططات الأمريكية.

وليس من الضروري أن يكون مقاومًا صنديدًا أو مجاهدًا عابدًا زاهدًا حتى تدعموه في وجه أمريكا وأذنابها، وليس مطلوبًا منكم إرسال الجيوش والمجاهدين لمساعدته (على الأقل في هذه المرحلة).

لكن لا تكونوا مطايا للإعلام الموجه الذي يسعى لشيطنته، لا ترددوا الكلام الذي يستخدم لتشويهه، لأن الهدف هو الإطاحة بنظام وجوده ضروري للمقاومة الفلسطينية والكثير من الثورات العربية.

لذا لا تكونوا مغفلين (وأنا أكرر هذه الكلمة عمدًا) وتسمحوا للإعلام المضاد باللعب في عواطفكم بقصة قاعدة السيلية ودورها في غزو العراق، وبغض النظر عن ما هو كذب وما هو صدق بما يزعم فالمصلحة العليا تقتضي بقاء هذا النظام بحسناته وسيئاته.

ولنفترض جدلًا أنه لولا قطر لما استطاعت أمريكا أن تغزو العراق، هذا بالماضي، أما اليوم فهي تدعم ثوار العراق السنة، في الوقت الذي تدعم السعودية والإمارات المالكي، ونحن أولاد اليوم، وأي بديل قطري عن النظام الموجود الحالي سيكون نسخة سيئة من النظامين الإماراتي والسعودي.

بقاء النظام القطري هو مصلحة للقضية الفلسطينية، وهو ضمانة للثورة السورية من أن لا تبتلعها العصابات المؤيدة لأمريكا أو داعش أو عصابات الأسد، وهو إسناد لثوار العراق السنة.

أعجبكم ذلك أم لم يعجبكم هذه الحقائق، وأنتم عندما تسمحون لأنفسكم بالخضوع لابتزاز واحد فتحاوي (مثلًا) يريد منكم شتم أمير قطر وتشويه صورته، فأنتم تنجرون لهذه اللعبة الخبيثة وتسمحون لأنفسكم بأن تكونوا مطايا.

ومرة أخيرة ليس لأن أمير قطر هو المهدي المنتظر، ولا لأنه عيونه حلوين وزاكيين، ولا لأنه قطر هي جنة الله على الأرض، ولا لأنه لا بديل أفضل منه، بل لأن مصلحة القضية الفلسطينية والربيع العربي هو بقاء هذا النظام على علاته داعمًا ومساندًا لها، سواء بالمال أو المواقف السياسية والديبلوماسية أو غير ذلك.

وإن كانت قاعدة السيلية تضايقك بوجود نظام يدعم المقاومة والربيع العربي، فتخيل كيف سيكون وضعها بنظام مستنسخ عن ضاحي الخلفان وعكاشة!

لا تكن مغفلًا ومطية لأمريكا وأذنابها.

ليست هناك تعليقات: