السبت، 9 أغسطس 2014

التعامل مع الإشاعات المسيئة للمقاومة في غزة




من مظاهر السذاجة بالتعامل مع الحرب النفسية الموجهة هو أن نكون مطية لها بنشرنا كل شبهة يلقيها العدو.

والمأساة تتعاظم عندما ننقل هذه الشبهة دون الرد عليها أو توضيح وجه الكذب فيها، ونظن أن الناس مثلنا "فاهمين الصح" أو متعصبين لحماس ويكرهون كل من يفتري عليها.

ومثل ذلك ما رأيته قبل يومين نقل مؤيدي حماس (وهم بالعشرات والمئات) تصريحات لقيادي فتحاوي مغمور أن حماس تصادر المساعدات من الماء المرسلة لغزة وتبيعها في السوق السوداء بأضعاف سعرها.

ولا أحد فيهم كلف نفسه بالرد عليه، مفترضين أن الناس ستكذبه تلقائيًا لمجرد أنه طعن في حماس!

أغلب الناس لا يؤيدون حماس تأييدًا أعمى بمن فيهم شريحة لا بأس من أبنائها، وإن سمعوا شبهة يتوقعون الرد عليها أو يعتبرون أنها صحيحة (السكوت علامة الرضا)، وجاء هذا المغمور ليلقي كلمة ربما لم لكن ليسمع بها أحد لولا مؤيدي حماس الحانقين هؤلاء.
 
والنتيجة انتشار كذبة في الإعلام.

بكل بساطة كل المساعدات التي تصل إلى غزة عبر معابر الاحتلال لا يسمح لها بالدخول إلا من خلال الأونروا وحفنة من المؤسسات الدولية والأمريكية المتصهينة، وهي كلها وعلى رأسها الأونروا حاقدة وحانقة على حماس (بحكم ما يأتيها من تعليمات من بان كيمون والغرب).

وبالتالي يستحيل أن تتواطئ هذه المؤسسات مع حماس، ولو حصل أن حماس مست شربة ماء من المساعدات المرسلة، فستوقف هذه الجهات عملها وستعلنها عبر كل وسائل الإعلام أن "حماس تعدت عليها".

الأمر الآخر أن الجاغوب وغيره لا يأتون بمعلومات من الهواء، فالكثير من هذه الإشاعات تخرج من نفس غزة من مؤيدي فتح أو بعض الأشخاص ممن يكرهون حماس، وهم لا يعلمون أن كل أهل غزة سيدفعوا ثمن هرائهم وكذبهم.

فهنالك أناس يصدقون هذا الكذب ولا يفهمون أنه ضمن المناكفات السياسية، ورغم أنهم قلة لكن أثره سلبي وسينحسر تعاطفهم مع غزة، كما أن الصهاينة العرب ممن يهتفون لنتنياهو يستعينون بمثل هذه الإشاعات، فقد قرأت كلامًا لصهيوني أنه متعاطف مع أهل غزة ويرى أن حماس تحكمهم بالإرهاب، ويريد من جيش الاحتلال "تحريرهم".

كل إشاعة وكل كذبة يدفع ثمنها أهل غزة كلهم، والأصل الضرب بيد حديد على مختلقي هذه الإشاعات، ليس علي يد حماس بل المجتمع الغزي نفسه، لأن كل إشاعة معناها صواريخ جديدة تسقط على رؤوس الأبرياء.

ليست هناك تعليقات: