الأحد، 17 أغسطس 2014

إنزال خلف خطوط العدو في دير أبو مشعل




تميز يوم أمس السبت بعدد من العمليات في الضفة الغربية لكن أبرزها وأهمها في رأيي هي عملية إحراق البرج العسكري بين قريتي دير أبو مشعل وعابود.

الأبراج العسكرية في الضفة الغربية فكرة استحدثت خلال انتفاضة الأقصى بعد استهداف حواجز الاحتلال بعدة عمليات مسلحة، فكان البرج العسكري عبارة عن برج وساحة صغيرة مع بعض المنشآت (مثل حمامات ومولد كهرباء) ليحمي الحواجز العسكرية من عمليات المقاومة.

وهنالك العشرات من هذه الأبراج منتشرة على شوارع الضفة التي يسلكها المستوطنون وفي مناطق التماس.

قام الشباب برصد البرج العسكري وعرفوا متى يكون خاليًا من الجنود، وبعد أن غادره الجنود تسللوا إلى داخله ورفعوا علمي فلسطين وحركة فتح فوقه ثم أشعلوا النار فيه قبل أن ينسحبوا، وقاموا بتوثيق العملية ببضعة صور.

عملية تجمع بين الجرأة والدقة في التنفيذ وإنزال خسائر في العدو وذات صدى نفسي ومعنوي هام، في محاكاة لعملية ناحل عوز مع فارق قلة الإمكانيات التي كانت بحوزة الشباب في عملية دير أبو مشعل، فلا يملكون السلاح ولم يحظوا على فرصة تدريب لأشهر طويلة، ولا أحد يمولهم سوى مالهم الخاص (كونهم ينتمون لحركة فتح التي ترفض تمويل هكذا عمليات).

رغم أنه لم يقتل أي جندي صهيوني إلا أن العملية في رأيي غاية بالأهمية، وربما أهم من بعض العمليات التي يقتل فيها صهاينة، لأنها تأتي في صلب عمليات استنزاف العدو الصهيوني، ولأثرها النفسي أيضًا، وكونها تفتح آفاق جديدة للعمل المقاوم في الضفة الغربية، كون هذه المنشآت منتشرة بكثرة.
 
الأبراج العسكرية هي أهداف أسهل (نسيبًا) من المستوطنات ومعسكرات الجيش، كونها غير مأهولة بشكل دائم والتحصينات أقل بعض الشيء وهي أقرب إلى مناطق تواجد الفلسطينيين.

وهذا لا يعني أن عملية الحرق هي نزهة بل مخاطرة كبيرة، فالبرج يبعد عدة كيلومترات عن أقرب قرية فلسطينية، وعليهم اجتياز جدران محصنة وارتفاعها بين 3م و4م، وكاميرات مراقبة وغير ذلك، كما أنها تدل على ذكاء المنفذين وفشل استخباراتي ذريع لجيش الاحتلال.

لأنه يفترض أن التواجد البشري داخل البرج العسكري يجب أن يكون مموهًا وغير مكشوف، لكن تبين أن كل حركة الجيش داخل البرج وخارجه كانت تحت رصد المجموعة.

وكان الشبان قد حرقوا البرج العسكري على مدخل بيت أمر قبل حوالي أسبوعين لكن يختلف عن هذه العملية أن برج بيت أمر يقع مباشرة على مدخل القرية وأحرق خلال مظاهرة جماهيرية وليس عملية خاطفة.

ويجب أن نتوقع في المستقبل القريب (بعد بضعة أسابيع أو أشهر) أن يقدم الاحتلال على خطوات لزيادة تحصين مثل هذه المواقع مثل زيادة ارتفاع الجدران أو زيادة ساعات تواجد الجنود داخلها.

وعندما قلت بعيد عملية ناحل عوز بأنها إشارة يمكن لشباب الضفة التقاطها ومهاجمة المواقع المشابهة، قال لي بعض الإخوة أن واقع الضفة غير واقع غزة ولا مجال لحفر الأنفاق، وقلت يومها وأكررها اليوم بأن الأنفاق هي تفاصيل لا أهمية لها، وكل واقع يوجد له حلوله الخاصة به، فقط يحتاج لمن يفكر بها.

وأخيرًا أشير إلى أنه عندما أنتقد البيانات المزورة التي تصدر باسم كتائب الأقصى فليس استهتارًا بحركة فتح ولا تضحياتها، بل تأكيد على مصداقية المقاومة والتي لا أقبل منها إلا كل صدق، وعندما ينفذ أبناء حركة فتح عملية نوعية فلا أملك لا أنا ولا غيري إلا تقديم كل الاحترام لهم.

ومثل هذه العملية هي أجدر بالتغطية والاهتمام من البيانات الوهمية عن عمليات اختطاف جنود لم تحصل، أو تبني عمليات قامت بها فصائل أخرى.






ملخص أحداث الأمس:
 
يوم السبت كان يومًا ساخنًا وعمليات نوعية:
 
إطلاق نار في بيت شيمش، وعلى مستوطنة قدوميم.
زجاجات حارقة في أبو ديس وخرسا وحوسان.
إصابة مستوطن بجراح خطيرة في حوسان، وإصابة 5 جنود في بيتونيا.

تم رصد 17 نقطة مواجهات يوم السبت كالآتي:
مدينة القدس: العيسوية، راس العامود، قرب مستوطنة بيت شيمش (إطلاق نار)
ضواحي القدس: مخيم شعفاط، أبو ديس
بيت لحم: حوسان، مخيم عايدة
رام الله: إحراق البرج العسكري قرب عابود – دير أبو مشعل، بيتونيا، حاجز عطارة
قلقيلية: مستوطنة قدوميم (إطلاق نار)
الخليل: خرسا، وادي أبو كتيلة، البلدة القديمة، بيت أمر
نابلس: حاجز بيت فوريك، بورين

 
إحراق سيارة المستوطن في حوسان

ليست هناك تعليقات: