الأحد، 30 أكتوبر 2011

في ظلال الصفقة: عندما تتفق مواقف الاحتلال وإدارة جامعة النجاح


عندما انتقدت حماس الطريقة التي ذهب بها عباس إلى الأمم المتحدة لتقديم طلب عضوية فلسطين في المنظمة الدولية، ثارت ثائرة السلطة وإعلامها ورددت مقولة أنه ما دام الكيان الصهيوني يعارض استحقاق أيلول فأي معارضة لها هو تماهي مع الاحتلال، بالرغم من أن اعتراض حماس كان على انخفاض سقف عباس بينما الصهاينة على النقيض تماماً لا يريدون دولة فلسطينية إطلاقاً ويريدون فقط المزيد من الوقت لكي يرسخوا الاسيتطان ويهودوا القدس.


إلا أننا افتقدنا هذه الحمية الزائفة عندما أقدمت إدارة جامعة النجاح الأسبوع الماضي بتقديم أربعة طلاب من الجامعة إلى لجنة تأديبية (ويوجد خمسة آخرون مهددون بالتحويل إليها) والتهمة هي توزيع بيانات للكتلة الإسلامية تهنيء الشعب الفلسطيني بمناسبة نجاح صفقة التبادل، فهل كانت إدارة النجاح غاضبة لأنها كانت تأمل بشمول عدد أكبر في الصفقة ووجدت التهنئة "استفزازاً لمشاعر الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني الغاضبين من الصفقة الهزيلة؟ أم أنها عملت بتوجيهات من الأجهزة الأمنية التي أصبحت الآمر الناهي داخل الجامعة منذ أن أصبح رامي الحمد الله رئيساً لها؟


يتماهى موقف إدارة الجامعة مع موقف سلطات الاحتلال والتي حولت أيضاً إلى المحاكمة عدداً من الفلسطينيين داخل فلسطين المحتلة عام 1948م لأنهم رفعوا شعارات تطالب بخطف المزيد من الجنود أثناء مظاهرة تضامنية مع الأسرى أمام سجن هشارون، الاحتلال يحاكم الفلسطيني عندما يطالب باختطاف الجنود لتحرير الأسرى، وإدارة النجاح تحاكم الطلاب عندما يهنئون شعبهم بالإفراج عن الأسرى!


أم أن إدارة جامعة النجاح تعتبر الكتلة الإسلامية تنظيماً محظوراً لا يجوز له العمل داخل أسوار الجامعة؟ الكتلة لم تنظم اعتصاماً ولم تعلق الدوام ولم تحرق إطارات السيارات كل ما فعلته هو توزيع بيانات، يعني مجرد كلمات ومن يعترض عليها يعني يعترض على كلماتها، كيف تفسر إدارة جامعة النجاح تصرفها؟


لو عدنا لعام 1997م عندما اقتحمت الأجهزة الأمنية جامعة النجاح واعتدت بالضرب على الطلاب، انتفضت كل جامعات الضفة وزحف الطلبة من كافة الإتجاهات بما فيها حركة فتح نحو المقاطعة وأجبروا ياسر عرفات على الخروج إليهم ومخاطبتهم، أما اليوم فإدارة جامعة النجاح لا تكتفي بالتستر على تجاوزات الأجهزة الأمنية وإطلاق منتسبيها النار على الطلاب واعتقالهم وقتلهم داخل الحرم الجامعي، بل تنافس هذه الأجهزة في القمع سواء عندما فصلت عبد الستار قاسم أو عندما تقدم الطلبة لمجالس تأديبية بسبب بيان يفترض أنه يمثل قضية إجماع فلسطيني!!


أكثر إدارات الجامعات الفلسطينية بما فيه جامعة الأزهر في غزة مرتبطة بسلطة رام الله وحركة فتح، وتخدم مصالحها بطريقة أو بأخرى، لكن ضمن حدود لا تتجاوزها، ولم تصل بأي حال من الأحوال لأن تعتبر الكتلة الإسلامية إطاراً غير مشروع يعاقب منتسبوها، ولم تصل بأي حال من الأحوال أن تستنفر بسبب بيان يشيد بصفقة تبادل الأسرى، لقد تجاوزت إدارة النجاح كل الخطوط الحمراء حتى في ظل الأعراف المعمول بها في الضفة بعد عام 2007م.


تعيش الضفة الغربية هذه الأيام أجواء جماهيرية قوية أعادت الثقة لأبناء الحركة الإسلامية، وكما يحرص الاحتلال على التقليل من ضرر الصفقة تصر جامعة النجاح على مساعدته بذلك، ورسالتنا لأبناء النجاح ولأبناء الكتل الإسلامية في كل جامعات الضفة مثلما ترفضون الخضوع للمحتل وتواجهون قمعه بمزيد من الالتزام وبمزيد من الإصرار فردكم على إدارة النجاح وسلطة محمود عباس يجب أن تكون المزيد من الإصرار والتحدي، فلا يعقل أن تتحدوا الاحتلال وأن تخافوا من هو أدنى من الاحتلال.


ليست هناك تعليقات: