الجمعة، 28 أكتوبر 2011

توضيحات ضرورية بالنسبة لانتخابات تونس وقائمة العريضة

أثار إلغاء نتيجة العريضة الشعبية في بعض الدوائر الانتخابية التونسية موجة من الجدل، استغلها أنصار الثورة المضادة محاولين تشويه الثورات العربية وبث البلبلة وخلط الأوراق، ومع أن أهل تونس هم أدرى منا بالعريضة الشعبية ورئيسها الهاشمي الحامدي وليسوا بحاجة لمن يوضح لهم، إلا أن الانتخابات التونسية تهم كل العرب خاصة وأنها خطوة أخرى على طريق الانتصار النهائي للثورة التونسية ونافذة أمل لكل العرب، وبالتالي كان من الضروري توضيح ملابسات ما حصل.


قائمة العريضة الشعبية يقودها مليونير يعيش في لندن يدعى الهاشمي الحامدي وهو عضو سابق بالنهضة، وقائمته الحزبية حققت مفاجأة انتخابية بتقدمها ومنافستها على المركز الثالث بعد أن كانت قائمة مجهولة وغير معروفة. وفازت بحوالي نصف مقاعد سيدي بوزيد المنطقة التي شهدت شرارة الثورة التونسية.


وبعد إلغاء النتائج للعريضة في عدد من الدوائر خرجت مظاهرات في سيدي بوزيد وأحرقت مقرات انتخابية لحركة النهضة، وفي ظل هذه المعطيات المجتزأة استغل مؤيدو الثورة المضادة ومندوبو المخابرات العربية؛ لبث التشويش وتشويه صورة الثورات العربية كلها وليس فقط الثورة التونسية.


فبدأؤوا يركزون على "الإقصاء" وزعموا أنه تم إقصاء القائمة حسداً وحقداً لأنها حققت نجاحاً غير متوقع، وزعموا أن أهل الثورة (أي سيدي بوزيد) أختاروا العريضة وأنها خيار الثورة، وأن حركة النهضة بدأت تمارس الإقصاء، وهنا لا بد من الرد على كل هذه المزاعم والمغالطات.


أولاً: الهاشمي الحامدي كان عضواً بالنهضة لكنه خرج منها بعد أن أغراه زين العابدين بن علي وأصبح من المقربين له، وهنالك مقاطع فيديو له بآخر الموضوع وهو يمدح بن علي بطريقة مقززة في برنامج الاتجاه المعاكس ويطلب من التونسيين أن يعطوه فرصة وأن يربوا أطفالهم كما تربيهم ليلى الطرابلسي (زوجة الرئيس المخلوع).


ثانياً: العريضة لم يكن لها أي أمل بدخول الحكومة حتى لو تلغى أي من نتائجها، فهي حصلت على 27 مقعداً من بين 217 مقعد، ألغي منها 8 مقاعد وبقي لها 19 مقعد. في حين أن النهضة حصلت على 90 مقعد وفي المرتبة الثانية جاء المؤتمر مع 30 مقعد وبعدهم التكتل مع 21 مقعد. (والمؤتمر والتكتل يتوقع أن يتحالفا مع النهضة والثلاثة لديهم 141 مقعد أي أكثر من النصف بكثير ولا حاجة لهم بمقاعد العريضة).


ثالثاً: سبب اكتساح العريضة لمقاعد سيدي بوزيد هو أن الهاشمي الحامدي ينحدر من هذه المحافظة، فقد تم انتخاب قائمته لدواعي جهوية وليس لدواعي فكرية أو برامجية، والمظاهرات التي خرجت كانت بدافع جهوي أيضاً وما حشد الناس هو نعرات جهوية تتعلق بثنائية الساحل والداخل التونسي وما يقال عن تهميش مناطق الداخل بما فيه سيدي بوزيد. والعصبية والنعرات الجهوية على الرغم من انتشارها الواسع في العالم العربي إلا أن معالجتها ومحاصرتها سهل ولا يشكل تحدياً (إلا أن صاحبتها نعرات وعصبيات طائفية أو عرقية وهو غير موجود بحالة سيدي بوزيد).


رابعاً: من ألغى النتيجة هو لجنة الانتخابات العليا ولا علاقة لها بحركة النهضة أو أي من حلفائها، وسبب الإلغاء هو ترشح قيادات سابقة في الحزب الدستوري (حزب بن علي) ومخالفات انتخابية أخرى، وذلك حسب القانون المعمول به. بل أكثر من ذلك اخترقت قائمة العريضة القانون عندما استخدم الهاشمي فضائيته "المستقلة" للدعاية والترويج لقائمته في مخالفة للقانون الذي يمنع استخدام الفضائيات في الدعاية الانتخابية.


في النهاية قد يجادل البعض بأن الثورة لا يجب أن تقصي أحد حتى لو كان من فلول نظام بن علي، وخاصة أن "قائمة الفلول" حصلت على نتيجة متواضعة وغير مميزة، وهذه وجهة نظر تحترم سواء اختلفنا معها أو قبلناها، لكن ما لا نقبله هو تزوير الحقائق وتشويهها.


مرفق مقطعي فيديو للهاشمي الحامدي وهو يكيل المدح لبن علي.


الهاشمي الحامدي يطلب من الغنوشي والنهضة والشعب التونسي إعطاء بن علي فرصة:



 الهاشمي يدعو التونسيات للاقتداء بليلى الطرابلسي:




ليست هناك تعليقات: