الأحد، 19 يوليو 2015

تفجيرات غزة ودفن الرأس في الرمال



 

للأسف كل مرة تزداد داعش جرأة ووقاحة وغدرًا، والكثير يتجاهل خطرهم ويدفن رأسه في الرمال، والسؤال متى نستيقظ على حقيقة الخطر الداعشي في غزة؟

حماس منشغلة بمناكفاتها مع فتح والسلطة، فيما داعش تخترق غزة تدريجيًا، وصحيح أنهم ما زالوا بمراحل بدائية جدًا لكن الاستمرار بتجاهل الخطر سيفاقم الأمور، واستئصال الورم السرطاني مبكرًا كفيل بالشفاء التام.

اتمنى أن نستفيد ونتعظ مما حصل في دول أخرى حتى لا نستيقظ بعد فوات الأوان، داعش (ومن قبلها القاعدة) تعمل وفق الخطوات التالية:

أولًا: شيطنة الخصم في إعلامها وتكفيره وتخوينه وإلقاء كل خطايا الدنيا عليه.

ثانيًا: تنفيذ اغتيالات وتفجيرات صادمة.

ثالثًا: تصدر بيانات تبني ونفي للعمل (بنفس الوقت) فمن استنكر الحدث تعرض له بيانات النفي وتقول له أن بيان التبني مزور، ومن استحسنه من الأنصار تعرض له بيان التبني.
 
رابعًا: تراهن على إنشغال المستهدفين باتهام أمريكا والموساد، فيما تستمر باختراق البيئة الاجتماعية، وعرض نفسها على أنها تمثل الدين والتدين.

خامسًا: كلما قويت شوكتها كشفت المزيد من أنيابها.

شبهات والردود عليها:

1) ما مصلحة داعش بهذه الأفعال؟ والرد عليها: أن عدم فهمك لأسباب حصول ظاهرة معينة لا يعني أنها كذب، والمتتبع لأفعال القاعدة وابنتها العاقة داعش منذ اغتيال الشهيد عبد الله عزام، يجد من الأدلة المتواترة ما لا يجعل مجالًا للشك أنهم يتبعون أسلوب الاغتيالات والتفجيرات بشكل منهجي وبدون تفرقة بالأهداف بين مدني وعسكري، وعميل وشريف، وإسلامي وغير إسلامي.

بل كلما كان الإنسان إسلاميًا ومعروفًا ومشهودًا له كلما كان هدفًا أقرب لهم.

2) داعش لا وجود لها في غزة والدليل أن من يقف وراء هذه التفجيرات هم عناصر في أجهزة سلطة محمود عباس الأمنية. والرد عليها أن هذه داعش فعلًا!! فلو تتبعتم قادة ومسؤولي داعش في أغلب الدول العربية ستجدون قسمًا كبيرًا منهم قادمون من أجهزة مخابراتية عربية أو تنظيمات على شاكلة حركة فتح.

ومن الأمثلة الثابتة والتي لا يستطيع أحد انكارها: شاكر العبسي مؤسس تنظيم فتح الإسلام، قدم من حركة فتح الانتفاضة وكان قياديًا فيها كما كان طيارًا في الجيش السوري الأسدي، وحجي بكر القائد العسكري السابق لداعش في سوريا والذي كان عقيدًا في الاستخبارات العراقية أيام صدام حسين.

فقولكم أنهم من فتح وأنهم أجهزة أمنية ويتلقون الدعم من السلطة يؤكد أنهم داعش، فهذه هي داعش بلحمها ودمها، وإذا كنتم تظنون أن داعش هي عبارة عن مجموعة من المتدينين سكر زيادة، فهذا معناه أنكم لا تعرفون شيئًا عن هذا التنظيم.

3) يجب التركيز على المستفيد الرئيسي من هذه التفجيرات (أي الاحتلال والسلطة). والرد عليها بأن ذلك سيترك داعش تتمدد وسيستدلون بكلامكم ليقولوا أن داعش بريئة، وسيجدون العديد من المغفلين من الشباب الغزي ليجندوهم وتستمر الحلقة المفرغة.

هم يفجرون والداخلية وإعلام حماس يوجه الاتهام لفتح، ثم يجندون أنصارًا جدد ويفجروا تفجيرات أكبر، وحماس توجه سهامها نحو فتح، وهم يعملون براحتهم.

وهنا أشير إلى ابن أحد العائلات الثرية قامت داعش بتجنيده وإقناعه بأن أهله مرتدون، فقام بسرقة 150 ألف دولار منهم وتسليمهم إلى الهالك يونس الحنر تفجيرات غزة ودفن الرأس في الرمال لتمويل عمليات داعش، وما لم يتم التركيز على داعش واتهامها بشكل واضح وجلي، فستجد مغفلين جدد وتجندهم ويسرقوا أموال أهلهم ويكونوا جندًا في المحرقة ضد حماس في قطاع غزة.

ليست هناك تعليقات: