الاثنين، 20 يوليو 2015

حول إعدام عميل اخترق كتائب القسام




نشر إعلام العدو الصهيوني وإعلام السلطة خبر حول إعدام القسام أحد "القادة" بتهمة العمالة والمساهمة بمحاولة اغتيال محمد الضيف.

الأكيد في الموضوع أنه لم يتم إعدام هذا الشخص، وأنه ما زال تحت التحقيق ولا يوجد أي شيء نهائي يثبت عمالته حتى الآن.

الذي فاقم الموضوع هو تحرك أهله وتنظيمهم اعتصامات أمام منزل إسماعيل هنية، ففضحوا ابنهم وتركوا المجال لإعلام الاحتلال والسلطة من أجل شن حرب نفسية، رغبة بتحطيم معنويات المقاومة وأنها مخترقة على مستوى القيادة العليا.

كل ما ينشره الاحتلال واعلام السلطة مجرد تلفيقات، وهم لا يعلمون ما يحصل مع هذا الشخص ولو علموا الحقيقة لما نشروها، لأن لديهم هدف من نشر الأخبار وليس لأنهم يريدون نشر الحقيقة، والرجل اعتقل بسبب تجاوزات تنظيمية قام بها وضعته في موضع شبهة بالتعامل مع الاحتلال.

وللأسف الكثير ينساق وراء هذه الإشاعات الكاذبة ظنًا منه أنه يخدم حماس، ويظهرها بمظهر التنظيم الذي يحاسب العملاء ولو كانوا قادة، لكن المشكلة تكمن في أنهم يتناقلون أكاذيب مصدرها مخابرات الاحتلال وحربه النفسية، والمشكلة الأكبر أن الفخ سيكون منصوبًا لهم عندما سيقال "ما هذه الحركة التي يصبح فيها العميل قائدًا كبيرًا"؟
 
عامة الناس عندهم ولع بقصص محاسبة العملاء والانتقام منهم، ومجاراة التنظيمات لعوام الناس في هذه النقطة يقود إلى ثقافة التخوين والتي تقود لاحقًا إلى انعدام الثقة بالمقاومة والقضية الفلسطينية.

والإخوة في الثورة السورية يعانون أشد المعاناة من ثقافة التخوين، والتي ورثوها من 50 عامًا من حكم البعث الذي زرع هذه الثقافة شديدة التخلف في نفوس الناس.

وفي الساحة الفلسطينية أكثر فصيل كان يرمي الناس بالخيانة (وما زال حتى اليوم) وينشر عنهم الإشاعات ويستخدم التخوين لتصفية الحسابات الشخصية هو حركة فتح، ووصلت الأمور إلى أن يبرروا خيانة رئيسهم محمود عباس وخيانة الأجهزة الأمنية، أنهم يقومون بهذه الأمور علنًا فيما يقوم الآخرين بها سرًا(حسب زعمهم) مؤكدين على أنه لا يوجد شيء اسمه شرفاء.

دائمًا أشدد على أن المعركة الأولى مع الاحتلال ولا يجب أن تنحرف إلى معارك جانبية، لأن لها الأثر المدمر، والإسراف بالاهتمام بقضايا العملاء له الأخطار الآتية:

أولًا: هذا مستنقع لنشر الشائعات و90% منها كذب ولا أساس له من الصحة.

ثانيًا: تتيح الفرصة لعملاء الاحتلال لتشويه صورة الشريف والوطني.

ثالثًا: عندما تصبح الاتهامات تطال البريء والمجرم، يفقد الناس ثقتهم بالمقاومة والقضية الفلسطينية وتنهار معنوياتهم.

لهذا هنالك قاعدة ذهبية يجب الاحتكام إليها دومًا أن تبرئة 99 مجرم أقل سوءًا من اتهام بريء واحد، وإن كانت هذه القاعدة تخص أصحاب القرار في المقاومة، فما بالكم بمن يتداول الإشاعات في بورصة الإعلام؟

ليست هناك تعليقات: