الأحد، 8 فبراير 2015

تصريحات السيسي العنصرية




ليس مفاجئًا النظرة العنصرية للسيسي تجاه الخليج، كون العنصرية المتبادلة بين الشعوب العربية والإسلامية مستفحلة، وجميعًا يعلم جبال الكراهية المتبادلة والتي تصنع من لا شيء، يكفي مباراة كرة قدم لتشعل القلوب والأحقاد!!

وإذا كانت الكراهية الطائفية يحملون وزرها لابن تيمية، فمن الذي سنحمله وزر الكراهية القومجية والكراهية بين الأقطار العربية؟ لمن نحمل كراهية العربي للكردي والكردي للعربي؟ حتى كراهية الشيعة حولناها لكراهية تجاه الفرس علمًا بأن الكثير من الشعوب الناطقة بالفارسية هم من أهل سنة!

أي ابن تيمية افتى بذلك؟ وأي دين افتى بذلك؟

أليس ذلك من دين الفاشية البعثية (بشقيها السوري والعراقي)؟ أليست دين الدولة القطرية هو من أشعل الكراهية بين أبناء الدول العربية؟ أليس تقديس وتوثين الحاكم هو من جعلنا نتعصب له على اعتبار أنه يساوي الوطن والوطن أهم من الدين والعقيدة؟

أليست الدولة القطرية هي التي علمت الناس أن الانتماء للدين هو مؤامرة خارجية؟

هنالك أزمة قيمية تعيشها مجتمعاتنا تشجع على العنصرية المتبادلة، عنصرية تخلق من لا شيء، فإن لم تكن هنالك طائفة أخرى نكرهها، فهنالك عرق آخر نكرهه، وإن عدمت الأعراق فهنالك ابن القطر المجاور، وإن 
عدمنا هذا وذاك استدعينا العصبيات المناطقية والجهوية، المهم أن نتعصب ونكره بعضنا البعض!!

الإسلاميون كافة (بما فيهم الإخوان) يتحملون جزء من مسؤولية تفشي هذه العنصرية، رغم أن أدبياتهم تحاربها ولا تقبل بها (ظاهريًا على الأقل)، ذلك أنهم لم يسخروا كل إمكانياتهم لمحاربتها واقتصر اهتمامهم على الدعوة لبعض نواحي الدين، وبعضهم انساق وراء الجاهلية الحديثة ويتحدث بلغة قومه العنصرية.

ويبقى القول أني أخشى أن تسريب السيسي لن يفضحه ويفضح حكام الخليج، بقدر ما سيصب الزيت على العنصرية العربية المتبادلة، وذلك لأن "ملة العرصات" واحدة! فمتى نتعلم؟!

ليست هناك تعليقات: