الجمعة، 2 أغسطس 2013

مرسي وحماس وفلسطين: طبيعة العلاقة



البعض يناقض نفسه فيقول: مرسي لم يدعم فلسطين ولم يدعم حماس، وبعدها يؤكد على أن حماس تدفع ثمن دعم مرسي لها.

تجاهل الموقف العقائدي للإخوان المسلمين تجاه فلسطين وكأنه غير موجود ثم يذكرونا بامتداد حماس الإخواني وأنها تعاقب بسبب ذلك هو قمة التناقض، فإما الناس تتصرف وفق مبادئها وقناعاتها وإما أنها تتصرف حسب مصالحها المادية البحتة، أما عندما يلائم هواك أن تنسب الشيء السيء للإخوان إلى مصالحهم المادية وعندما يلائم هواك أن تنسب الشيء السيء إلى الخلفية الفكرية والعقائدية، فأنت هنا تحيد عن الموضوعية.

على كل حال لنفترض أن الكلام صحيح بأن "حماس عوقبت لأن الإخوان دعموها رغم أن الإخوان لم يدعموها ولا يفكرون إلا بمصلحتهم الذاتية"، فأسأل هل غاب عن حماس هذه النقطة عندما سكتت عن استمرار الوضع كما هو في عهد مرسي؟ لماذا تسكت عليه لو كان متواطئًا عليها؟ شخص باع مبادئه من أجل مصلحته وأدى لتضرر حماس، فلماذا تسكت عنه حماس طوال الوقت؟


التفسير الوحيد عندي هو أن حماس كان لديها من الدلائل والمؤشرات عكس ذلك وأن مرسي كان كنز استراتيجي لحماس على المدى البعيد، مستذكرين موقف مرسي أثناء حرب غزة الأخيرة وكيف سارع لنجدة حماس وفرض التهدئة بشروط الحركة.

نقطة أخرى كلنا يعلم أن مرسي لم يكن الحاكم الحقيقي لمصر، وأنه عزل أثناء صراعه من أجل انتزاع الحكم من الدولة العميقة ومن العسكر، فأغلب ما كان يحصل في عهده ليس برغبة منه.

وأخيرًا بماذا نفسر اصرار الإدارة الأمريكية القفز عن قوانينها المانعة لدعم الدول التي تحصل فيها انقلابات عسكرية وتطلب من الكونغرس الموافقة على استمرار الدعم المقدم لمصر من أجل ضرورات الأمن القومي؟؟ ما هي هذه الضرورات؟؟ وما هي هذه الرغبة الملحة عند الإدارة الأمريكية لدفع الأموال؟؟ وإن علمنا أن الكيان الصهيوني كان هو الضاغط من أجل عدم وقف هذه الأموال، فنتسائل إن كان مرسي يحافظ على أمن الكيان فلماذا يطالبون باستمرار الدعم الأمريكي لمن انقبلوا عليه؟؟

ليست هناك تعليقات: