نقاش في اليسار الفلسطيني حول حجاب اليساريات، ملخصه:
القياديات اليساريات أكثر وضوحًا ووقاحة (خالدة جرار وسهام البرغوثي): نرفض الحجاب لأنه عائق أمام تقدم المرأة.
القياديين اليساريين أكثر نفاقًا وتلونًا (بسام الصالحي وقيس عبد الكريم): الحجاب أمر واقع لكننا ضد فرضه بالقوة.
طبعًا تحجب غالبية اليساريات ليس عن قناعة دينية بل استجابة لضغوط ومعايير المجتمع، بالإضافة لأنه يعطيهنم حرية في الحركة والذهاب والمجيء (فكونها يسارية ومتبرجة سيجعلها عرضة للألسن وسيمنعها بالتالي أهلها من الخروج لنشاطات اليسار).
وكلما ازداد المجتمع تدينًا كلما ازدادت ظاهرة تحجب اليساريات، وهذا نلحظه في المجتمعات المحافظة أكثر شيء، أما اليسار والذي يعاني من جفاف جماهيري مزمن فهو مضطر لقبول هذه الفتيات والنساء، وإلا فسينقرض بشكل تام.
لهذا السبب كنت دومًا ضد فرض القيم الإسلامية الاجتماعية (وخصوصًا الحجاب) بالقوة، لأن الحركة الإسلامية استطاعت طوال عقود أسلمة المجتمعات العربية عن طريق الدعوة (وفقط الدعوة)، بل وصل جهدها إلى معاقل اليسار والألحاد، فلماذا تفرض شيئًا بالقوة فيما أنت تستطيع فعله بالكلمة الطيبة؟
وتذكرني هذه "المعضلة اليسارية" بقرار الجبهة الشعبية القديم داخل سجون الاحتلال، منع الأسرى المنتسبين للجبهة من صيام شهر رمضان، لكن مع ازدياد نسبة من يريدون الصيام والخوف من هروبهم إلى تنظيمات أخرى، اضطروا للرضوخ والسماح لمن شاء منهم الصوم، لكن لحد اليوم يوجد سجن أو سجنين ما زال رفاق اليسار يمنعون صيام رمضان.
هذه معضلة اليسار مع الدين والتدين في عالمنا العربي، وهي معضلة يريدون حلها بقوة الدبابة كما في مصر، وأقول "الله لا يجعلها تنحل".
*ملاحظة: العنوان ساخر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق