عندما حصلت مواجهات بين نشطاء الشعبية والسلطة في رام الله قبل بضع أسابيع، واعتداء الأجهزة الأمنية على المشاركين بها، فضلت وقتها السكوت وعدم التعليق، لأني وصلت ليقين أن اليسار الفلسطيني أناني ولا يرى إلا نفسه، لا يرى فلسطين ولا يرى المجتمع ولا يرى غيره.
فضلًا عن أنه من نفس الطينة الحقيرة لليسار المصري الذي رأينا فاشيته وقذارته في الوقوف إلى جانب العسكر.
اليوم ثبت صحة موقفي حيث صمت اليسار الفلسطيني صمت القبور عن جريمة قمع مسيرة الخليل، وكأن المشاركين بها ليسوا فلسطينيون وليسوا بشرًا، وصدق ظني فيهم أنهم لا يرون بنا بشرًا ولا أصحاب حقوق آدمية.
خرجوا برام الله في مسيرة فوتوشوب ورأيت بالفيديوهات كيف كانت رفيقات الشعبية تستفز الشرطة لكي يحصل قمع لمدة خمس دقائق وليتاجروا بعدها بالوطنية وأنهم وحدهم من يتصدون للمفاوضات، وفي آخر الليل يتلقون المخصصات المالية من محمود عباس ويجالسونه ويدعمونه في اللجنة المركزية وكأن شيئًا لم يكن.
وقد خبرت اليسار في أكثر من مناسبة يرفضون التنسيق مع حماس للخروج في مسيرات ضد المفاوضات أو غيرها، وذلك خوفًا منهم أن يظهر مؤيدي حماس أكثر عددًا منهم.
ما أريد الوصول إليه هو دعوة أبناء الحركة الإسلامية وكتابها ممن تضامنوا أكثر من مرة مع الشعبية وغيرها، أن يتوقفوا عن تلميعهم وتلميع نضال الفوتوشوب، حيث أنهم يتسلقون على اكتفاكم وفي أول منعطف طريق يطعنوكم.
وأحمدوا ربكم مليون مرة أن فتح هي التي تتحكم بسلطة رام الله وليس اليسار الفلسطيني، فأولئك قوم إن وصلوا السلطة جعلوا محمد دحلان يبدو كالصحابي الجليل إلى جانبهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق