الجمعة، 12 يناير 2018

تهاوي أسطورة القاعدة في أدلب


                                                
صنعت القاعدة (وبناتها النصرة وداعش) صورة إعلامية لها بأنها تنظيم عسكري شديد البأس، لا تستطيع أي قوة مواجهته بسهولة.

واستندت استراتيجية القاعدة على ثلاثة مرتكزات: خوض المعارك السهلة وتجنب المواجهات المكلفة، وخطاب المزايدات والتكفير والتخوين، واستعراض العضلات من خلال إصدارات مرئية ذات نكهة هوليوودية.

القاعدة وبناتها لا تتمدد إلا حيث تغيب أي قوة أمنية وعسكرية أخرى، ولهذا لا نراها في فلسطين ولن نراها ما دام الاحتلال يمسك بقبضته العسكرية الخانقة.

استطاعت داعش والنصرة هزيمة الجيش الحر وفصائل الثورة السورية، لأن الأخيرة فضلت الانسحاب لإيمانها بأن المعركة الأساسية مع نظام الأسد وليس الدخول في صراعات جانبية، وهو إيمان خاطئ دفعت ثمنه الثورة السورية كثيرًا.

وقد خالف جيش الإسلام هذه السياسة فاستطاع تطهير الغوطة الشرقية من النصرة وداعش بسهولة نسبية.
وعند مواجهة ومحاربة النظام كانت معاقل داعش تتهاوى بسرعة في ريف حلب الشرقي ودير الزور والرقة.

ومؤخرًا في أدلب رأينا كيف انسحبت جبهة النصرة بدون قتال يذكر من أكثر من 200 قرية في ريف أدلب الجنوبي خلال أيام قليلة.

رغم أن جبهة النصرة حاربت وطردت أغلب فصائل الجيش الحر وأحرار الشام وغيرها من أدلب، بحجة أنهم خونة ويريدون التفاوض مع النظام، وانسحبوا أمامها مفضلين عدم تبديد قوتهم المحدودة في صراع مع النصرة.

وعندما جاءت لحظة الحقيقة هربت قوات النصرة من أمام جيش النظام، لأنها اعتادت على الحروب السهلة.

وحتى نتأكد من أن قوة القاعدة وجبهة النصرة، ليست إلا أسطورة فوتوشوب، رسمتها أجهزة إعلامية وعلى رأسها الجزيرة، بدأت فصائل الجيش الحر وحركة أحرار الشام ونور الدين زنكي وآخرين (بينهم فيلق الشام الذي يمثل الإخوان المسلمين) يوم أمس الخميس هجومًا مضادًا على المناطق التي احتلها النظام من جبهة النصرة، واستعادت مناطق واسعة وأوقفت تقدمه.


علمًا بأن المعارك الهجومية أكثر صعوبة وكلفة من المعارك الدفاعية، لكن هذه الفصائل أثبتت أنها أكثر قوة وأكثر صلابة بمرات عديدة من النصرة والقاعدة وبناتها، ولعلها تتعلم وتعرف أن النصرة هي عدو للثورة السورية لا تختلف كثيرًا عن داعش.

ليست هناك تعليقات: