بعد كلامنا عن العمل الإداري بشكل عام، وعن خصوصيات العمل التطوعي، سنتكلم اليوم عن مجالات العمل التطوعي وأشكاله.

الجمهور المستهدف:


1)
فئات اجتماعية محددة: وغالبًا ما تكون من الفئات الأكثر ضعفًا أو حاجة، مثل: الفقراء، والمعاقين، وكبار السن، والمنكوبين، وتشمل أيضًا الطلاب، والخريجين الجدد.

2) أصحاب الاهتمام: تجمعهم قضية أو فكرة توحدهم للعمل من أجلها، مثل: المهتمين بقضية البيئة، وتعلم اللغة الإنجليزية، والأدب، والآثار، والرحلات الجبلية، وتحفيظ القرآن.

3) كامل المجتمع: مثل تنظيف الشوارع، والخدمات الطبية، ومقاومة الاحتلال، والعمل الحزبي.

نوعية النشاطات:

هنالك أعمال تطوعية تتخصص في مجال معين: العمل الطبي أو الإغاثي أو الطلابي، وقد تقوم عليها حملة تطوعية أو جمعية متخصصة، وفي المقابل هنالك هيئات تقدم مجالًا واسعًا من الأعمال التطوعية مثل الأحزاب السياسية أو بعض الجمعيات الخيرية التي تتخصص في أكثر من مجال.

ويصعب حصر الأنشطة التطوعية لكن يمكن تصنيفها تحت عدة مجالات:

1) الثقافي والتعليمي: ويشمل توزيع نشرات وكتب ومجلات، وتنظيم دورات، وتوفير سبل التعليم والدراسة، وتنظيم رحلات وغير ذلك.

2) الإغاثي: ويشمل توزيع الطعام والملابس، وتقديم المعونة الطبية العاجلة، وتوفير خدمات النقل والتواصل للمنكوبين.

3) المقاوم: وهي النشاطات المقاومة للاحتلال (أو الأنظمة الاستبدادية) بكافة أشكالها السلمية وغير السلمية.

4) الخدمي: ويشمل تقديم خدمات طبية، وزراعية، وتنظيف وصحة عامة، وفتح طرق، وبناء منازل، وغير ذلك.

5) الإعلامي: ويتخصص بتوعية الناس وحثهم على اتخاذ مواقف أو التحرك من أجل قضية معينة، وتوجيه الرأي العام باتجاه تبني قضايا محددة.

ونجد المجال الإعلامي يرافق المجالات الأخرى، لكن أيضًا قد نجد من يتخصص في العمل التطوعي الإعلامي، تاركًا لغيره تطبيق ما يدعو إليه.

النطاق الزمني للعمل التطوعي:

بعض الأعمال التطوعية تتخذ صفة مؤقتة من أجل تنفيذ مهمة معينة، بعدها ينتهي العمل التطوعي، مثل إغاثة المنكوبين بعد حصول زلزال، أو استضافة اللاجئين وترتيب أمورهم، أو تنظيم حملة لمرة واحدة من أجل تنظيف شوارع المدينة.

وهنالك أعمال تطوعية تأخذ صفة دائمة، وهنا لا بد أن تتبناها جمعيات أو أحزاب أو هيئات دائمة، وأن تتوفر لها ميزانيات دائمة يخصص قسم منها لإدارة العمل التطوعي (يفضل أن لا تتجاوز ميزانية إدارة العمل التطوعي 10% من الميزانية الكلية).

وأحيانًا تبدأ بعض الأعمال التطوعية على أساس مؤقت ثم يكتشف القائمون عليها أن هنالك حاجة لاتخاذها الصفة الدائمة، وتتم مأسستها وتحويلها إلى مؤسسة أو جمعية ترعى هذا المجال.

لأي المجال نعطي الأولوية؟

تثور أحيانًا نقاشات حول المجالات التي يجب إعطاؤها الأولوية فهل نغيث الفقراء؟ أم نرفه عن الأطفال؟ أم نعلم الأطفال استخدام الانترنت؟

وهل نواجه المشاكل الاجتماعية أم نواجه المحتل ونسعى لتحرير الأرض؟

والإجابة الأكثر قربًا للصواب هي أنه يجب أن نعطي الأولوية لما يفتقره المجتمع، فقد يكون هنالك خدمات إغاثية تغطي المجتمع، فنعطي مجالات أخرى اهتمامنا، وقد يتكلم الجميع في السياسة والمقاومة فنولي اهتمامًا لغيرها.

وليس من المطلوب أن نطعم كل جائع قبل أن نرفه عن الأطفال، ولا أن نحرر كل شبر من الأرض قبل أن نحل مشاكل الناس الاجتماعية، لأن هنالك حاجات ترفيهية ضرورية حتى يستطيع الناس مواصلة الحياة، وهنالك مشاكل اجتماعية لا تستطيع الانتظار.

فلا يجوز أن نرتب الأولويات بأن ننتهي من أولًا ثم نبدأ ثانيًا، قد نبدأ بثانيًا ونحن لم ننتهي بعد من أولًا، لكن نعطي أولًا اهتمامًا أكبر كونها أكثر أهمية.

وهنالك عامل آخر في ترتيب الأولويات وهي قدرتك على العطاء، فربما لا تستطيع حمل بندقية ومحاربة الاحتلال، إذن لتقدم في المجال الذي تفقه به، وربما أن لست طبيبًا لكن لديك مهارة تصليح الأجهزة الكهربائية، فتزور بيوت الفقراء أو اللاجئين وتقدم لهم خدمة الصيانة مجانًا.