السبت، 20 ديسمبر 2014

حماس ومحمد دحلان واللعب بالنار



مظاهرة مؤيدة لدحلان في غزة
سماح حماس لمؤيدي دحلان بالتحرك في غزة يفهم منه أنه محاولة لضرب قوة محمود عباس وإضعافه وآمل أن لا يكون هنالك أحد داخل حماس يفكر جديًا بالتحالف مع دحلان، وأن يكون الأمر مجرد عمل من أجل إضعاف حركة فتح والسلطة.

والسؤال: هل يستطيع دحلان الإطاحة بعباس أو شق صفوف حركة فتح؟

يراهن دحلان على لعبة المناطقية وتهميش سلطة عباس لقطاع غزة، بالإضافة لعنصر المال الذي يقوم بتوزيعه بسخاء.

وتاريخيًا حافظت فتح على تماسكها رغم الإنشقاقات العديدة بفضل ثلاثة عوامل: المال الذي كان يمسكه عرفات ومن بعده عباس، والارتباط بدول وقوى أقليمية ذات وزن وبالأخص النظام المصري (بكل تقلباته)، وأخيرًا بفضل خطاب عاطفي يخلط لغة ثورجية مع لغة شوفينية (عنصرية) فلسطينية.
 
دحلان يقدم كل هذه الأمور لكن لا ننسى أن مرجعية دحلان في النهاية هي مرجعية عباس، أي أمريكا ومصلحة الكيان الصهيوني، ولدحلان سقف يمنع تجاوزه، فلو شعر الأمريكان والصهاينة أن حماس ستستفيد من تمرد دحلان فسيضعون له الحد ويقولون له كفى، وهو لن يخالف الأوامر.

على المدى القصير يمكن أن تستفيد حماس وتحرج عباس لكن على المدى البعيد فإننا أمام أحد خيارين: إما أن يتوقف ويخفف من حدة مشاغبته داخل فتح بناء على ضغط إماراتي أمريكي.

أو أن يلعب دور قذر أخشى منه، وهو العمل على فصل فتح غزة عن فتح الضفة، تمهيدًا لخطوات أكبر يقوم بها عباس من أجل إطباق الحصار على غزة وزيادة الخطاب الجهوي والمناطقي الفلسطيني.

فلحد الآن ما زالت السلطة تنفق الأموال على رواتب حوالي 70 الف موظف من فتح في غزة، وهم يلعبون دورًا هامًا بتحريك الاقتصاد في غزة، وهنالك جهات في السلطة تعتبرهم عبء على السلطة يجب الخلاص منه، والاحتلال يرى ضرورة في الانقسام المناطقي حتى يحكم السيطرة على الضفة أكثر وأكثر.

وأن ينجح دحلان في لعبة فصل فتح غزة عن فتح الضفة، سيساعد بتمرير هذه المخططات، وقطع أي صلة للسلطة بقطاع غزة وهذا خطر يجب أخذه بعين الاعتبار وبجدية حتى لا نصل إلى مرحلة لا نستطيع فعل شيء فيها.

الخلاصة أن اللعب على وتر الخلاف بين دحلان وعباس فيه فائدة محدودة وقصيرة الأمد، أما على المدى الطويل فعباس يستمد قوته من الاحتلال وللخلاص منه ومن مشروعه الأمني، فالحل يكمن في إشعال الوضع الأمني تحت أقدام الاحتلال، وليس البحث في مناكفات فتح الداخلية.

ليست هناك تعليقات: