الاثنين، 1 ديسمبر 2014

اعتقالات الاحتلال بين الوهم والحقيقة




من الضروري التأكيد على أن ما ينشره الاحتلال في الإعلام عن الاعتقالات في صفوف المقاومين يحتوي قدرًا من النفخ والتضخيم، لكن أيضًا قدرًا من الحقيقة.

ولوائح اتهام الأسرى تكون أكثر دقة بكثير مما ينشره الإعلام الصهيوني، وهي يمكن الاعتماد عليها لمن أراد توثيق العمل المقاوم.

أما الظن بأن الشاباك فاشل ولا يلقي القبض على المقاومين للأسف فهو غير صحيح، وما يحصل في الآونة الأخيرة أن الاحتلال يلقي القبض على عدد من النشطاء العسكريين وآخرين من الكتلة الإسلامية (مثلًا).

لكنه يصرح في الإعلام أن كلهم أعضاء خلية عسكرية، وفي الحقيقة سيحاكم ثلاثة أو أربعة على تهم عسكرية والباقي على نشاطهم في الكتلة أو في المسجد.

وبشكل مبدئي فما يذكر عن تنفيذ فلان وعلان لعمليات مسلحة غالبًا ما يكون صحيح، وبالتحديد إذا اقترن بلائحة اتهام، أما ما يقال عن مخططات لعمليات وأنها كانت ستوقع عشرات ومئات القتلى، فهذا على الأغلب إما أنه مبالغ به أو مفبرك من الأصل.
 
ونعرض الآن نموذجًا يساعدنا على التمييز بين الصحيح والمبالغات في هذه الحالات، وهو خبر اعتقال ثلاثة شبان خططوا لإلقاء الحجارة وألعاب نارية على جليك وفيجلين، قبل أيام قليلة.

حيث تداول الإعلام الصهيوني خبرًا عن اعتقال ثلاثة شبان مقدسيين خططوا لإلقاء الحجارة والألعاب النارية على الحاخام جليك وفيجلين داخل المسجد الأقصى، وبعض الروايات قالت أنهم خططوا لقتلهما (طبعًا بالحجارة والألعاب النارية).

الخبر فيه جانب من الصحة وفيه جانب من المبالغة والبهارات، وسأعمل على الفصل بينهما حتى نتمرن على التمييز بين ما هو صحيح وما هو مبالغات، لكي لا نقع أسرى الحرب النفسية الصهيونية وبنفس الوقت نبتعد عن إنكار أعمال المقاومة وكأنها عيب أو عار.

قصة الشبان الثلاثة:

أولًا: عندما ينوي مسؤول صهيوني اقتحام الأقصى أو يوجد اقتحام واسع النطاق، يتم إعلان النفير بين الشباب والمرابطين والذين يتوافدون إلى الأقصى (على الأغلب تهريبًا)، ويتمركزون داخل المصلى القبلي مع حجارة وألعاب نارية.

ثانيًا: دائمًأ كانت تندلع في هذه الحالات مواجهات عنيفة بين المرابطين وشرطة الاحتلال التي تحمي المستوطنين وكبار مسؤوليهم.

ثالثًا: قبل اقتحام فيجلين وجليك للأقصى بتاريخ 30/10/2014، كان هنالك نفير بين الشباب المقدسي من أجل التصدي لهما.

رابعًا: في ذلك اليوم اعتقل الصهاينة أحد الأسرى الثلاثة وهو يحاول تهريب الحجارة إلى داخل الأقصى من خلال طرق ومسالك خاصة بالمرابطين (كما قال الاحتلال).

خامسًا: تحت التعذيب اعترف بأسماء اثنين من زملائه المرابطين.

سادسًا: ما كان سيحصل لو لم يلق القبض عليه أن الثلاثة سيشاركون بالتصدي لعمليات الاقتحام من خلال إلقاء الحجارة والمفرقعات.

سابعًا: لحد هنا الأمور طبيعية ولا مبالغة بالأمر، وهو أمر يحصل كل فترة والأخرى، ولا جديد بالأمر سوى أنه ألقي القبض على مرابط أثناء تهريب الحجارة وهو أمر نادر الحدوث.

ثامنًا: المبالغة بدأت من خلال لائحة الاتهام، بأن وجهت لهم تهمة إلقاء الحجارة بنية الإيذاء الجسدي واستخدام سلاح أبيض (بالإضافة لاتهامهم بالمشاركة بإلقاء الحجارة في مرات سابقة).

فمن حيث الوقائع لا يوجد كذب ولا مبالغة، فالثلاثة كانوا ينوون المشاركة بإلقاء الحجارة، لكن المبالغة تظهر بتفسير نوايا الشبان وتسمية الأسماء بأكبر من حجمها، مثل تسمية الحجارة والمفرقعات بسلاح أبيض (يتبادر إلى الذهن أنهم يتكلمون عن سيوف وسواطير).

والمبالغة حصلت عند الانتقال للصحافة والكلام عن عملية لاستهداف جليك وفيجلين، ومرة أخرى يتبادر للذهن أن هنالك سلاح وكمائن ومخططين، وكل ما في الأمر هو مواجهات مثلما يحصل دومًا في المسجد الأقصى عند الاقتحامات.

ليست هناك تعليقات: