الجمعة، 14 ديسمبر 2012

أنا وحماس والانتفاضة الأولى




عندما اندلعت الانتفاضة وانطلقت حماس قبل خمسة وعشرون عامًا كنت ما زلت طالبًا على مقاعد الدراسة، وسأحاول خلال الأسطر القادمة أن أكتب انطباعات فتى يانع عن الانتفاضة وعن حركة حماس والوضع السياسي العام وقتها، وكيف كنت أفكر وكيف كان يتحرك المجتمع الفلسطيني. 

نذير الانفجار:

لقد بدأ وعيي بالتفتح على الوضع السياسي الذي نعيشه في السنوات القليلة التي سبقت الانتفاضة، والتي لم تندلع فجأة ولم تكن قفزة بالهواء بل كانت نتيجة طبيعية لتراكمات، حيث كان موسم بداية المدارس هو مناسبة للاضرابات في ذكرى تقسيم فلسطين ومجزرة كفر قاسم ووعد بلفور، وهي مناسبات كان يحفظها التلاميذ جيدًا في حين أن المناسبات التي تقع خارج العام الدراسي أو أواخره مثل ذكرى التقسيم أو نكسة حزيران لم تكن تجد الاهتمام الكافي.
 
كانت الإضرابات تعني الخروج من المدارس وتعليق الدوام ومواجهات مع قوات الاحتلال، إلا أنك كنت تجد بعض المناطق تشتعل لبضعة أيام ثم تهدأ لتشتعل مناطق أخرى، وهكذا دون أن تصل الأمور لمرحلة الانفجار الشامل.

ومثلما كانت المدارس بؤر اشتعال فقد سبقتها الجامعات بذلك منذ بداية الثمانينات، ولذا كان من المألوف أن تجد القرارات العسكرية بإغلاق هذه الجامعة أو تلك لمدة ثلاثة شهور أو أربعة أو حسب ما يراه الحاكم العسكري.

لقد بدأت الأمور بالتصاعد عام 1985م، تلاها تصعيد أكثر حدة في العام 1986م، وما زلت أذكر تقريرًا قرأته في صحيفة القدس، وهو تقرير مترجم عن العبرية (لكن لا أذكر اسم كاتبه)، حيث أورد إحصائيات لعدد الشهداء في المواجهات مع قوات الاحتلال، وحسب ما أذكر (وقد لا تكون أرقامي دقيقة لكن تعطي فكرة كافية) فأشار التقرير إلى حوالي 56 شهيدًا في العام 1986م خلال المواجهات (في الضفة والقطاع) مقابل بضع وثلاثين في عام 1985م ورقم أقل بكثير للعام 1984م.

وحذر كاتب التقرير أن الوضع سيتجه نحو الانفجار إن استمرت الأمور على هذا الوضع، وقد أصابني لحظتها شعور متناقض بين الفرح لأن هنالك شعب يتحرك وحياة تنبض في عروقه والحزن لعدد الشهداء الكبير، فرقم 56 شهيد رأيته كبيرًا جدًا في ذلك الوقت.

وما زلت أذكر عمليات المقاومة المسلحة في الفترة التي سبقت اندلاع الانتفاضة وأهمها عملية باب المغاربة عام 1986م والتي قتل فيها مستوطن وأصيب بضع وستون آخرين بساحة البراق (أو ما يطلق عليه اليهود ساحة المبكى) نتيجة إلقاء قنابل يدوية عليهم.

ومن الدلالات الجميلة لمنفذي العملية (وهي معلومة عرفتها منذ أعوام قليلة فقط) أنهم كانوا ثلاثة عملوا بشكل شبه مستقل مع أن أحدهم كان ينسق مع تنظيم سرايا الجهاد الإسلامي (وهو تنظيم خرج من رحم حركة فتح بداية الثمانينات والتي كان أحد المسؤولين عنها وقتها الأستاذ منير شفيق الذي له مكانة خاصة عندي)، وأن كل واحد من الثلاثة انتمى لفصيل مختلف بعد دخولهم السجن: فتح وحماس والجهاد الإسلامي، فتحرير فلسطين لن يكون حكرًا على تنظيم دون غيره، وهي مهمة أكبر من فصيل محدد أو حتى شعب لوحده مثل الشعب الفلسطيني.

والعملية الثانية كانت هروب أربعة من أسرى الجهاد الإسلامي من سجن غزة المركزي، وبعد هروبهم بفترة قصيرة (بتاريخ 6/10/1987م) اشتبكوا مع قوة تابعة لجيش الاحتلال واستشهدوا وقتل أحد كبار ضباط الاحتلال.

أما العملية الثالثة والتي كانت بمثابة الزلزال (25/11/1987م) فهي عملية الطائرة الشراعية حيث تمكن أحد مقاتلي القيادة العامة من الدخول إلى شمال فلسطين مستخدمًا طائرة شراعية واجتاز المنطقة المحتلة في جنوب لبنان، واقتحم أحد القواعد العسكرية وقتل الجنود في مهاجعهم وهاجم سيارات عسكرية واستمر لليلة كاملة وهو يهاجم أهدافًا صهيونية، لقد اعترف الصهاينة بمقتل ستة جنود، لكن كانت قناعة الناس أن القتلى أكثر من ذلك بكثير.

الانتفاضة بداية الطريق:

عندما وقع حادث السير والذي كان بمثابة الشرارة التي فجرت الانتفاضة في الثامن من كانون أول عام 1987م قرب حاجز إيريز، لم يتوقع أحد أن ما بعد الحادثة لن يكون مثل ما قبلها، وذلك بالرغم من حالة الغضب التي أصابت الجميع، وفي اليوم التالي اندلعت مواجهات في جباليا وسقط  شهيد وجرحى، وأثناء تشييع الشهيد باليوم الذي تلاه سقط شهيد ثاني، وبدأت المظاهرات بالانتشار وخرجت في نابلس ورام الله.

كانت كل مظاهرة يسقط بها شهداء تزيد الوضع اشتعالًا على الأرض، وفي الأيام الأولى كان ظني أنها مثل المواجهات المعتادة ستمتد لبضعة أيام ثم يعود الهدوء، لكن مع مرور كل يوم كان مدى المظاهرات يتسع وشدتها تزداد.

بعدها أعلن عن إضراب عام شمل الضفة والقطاع (ولا أذكر بأي تاريخ بالضبط لكن نتكلم عن أسبوع أو نحوه)، وتشكلت القيادة الوطنية للانتفاضة والتي عرفت لاحقًا أنها شكلت إطارًا لفصائل منظمة التحرير (أو بالأحرى حركة فتح ومن يدور في فلكها من فسائل كما اكتشفت مع مرور الأيام)، والتي كانت تصدر التوجيهات والتعليمات من خلال بياناتها.

لقد كان أول رد فعل للاحتلال الصهيوني هو إغلاق المدارس والجامعات، واستمر إغلاق الجامعات لمدد وصلت إلى أربع سنوات متتالية، أما المدارس فقد كانت تغلق وتفتح ليقال أننا قطعنا عامًا دراسيًا، وفي أحد الأعوام حسب ما أذكر لم تنتظم الدراسة في أغلب المدارس لأكثر من 40 يومًا (وبعضها لم يصل لنصف هذه المدة).

وما زلت أذكر الضابط المسؤول عن التربية والتعليم في الإدارة المدنية، (الجهاز الإداري لجيش الاحتلال المسؤول عن إدارة حياة المواطنين في الضفة والقطاع قبل قدوم السلطة) وكان ضابطًا درزيًا يدعى أسعد عرايدة، فقد كنا ننتظر قراراته بإغلاق وفتح المدارس.

لقد ظن المحتل أن إغلاق بؤر التحريض على الاحتلال (المدارس والجامعات) هو الحل السحري لإسكات الانتفاضة إلا أن الأوان قد فات على ذلك، والأمور خرجت من تحت سيطرته.

كيف عرفت حماس:

أما أول مرة سمعت بها عن حركة حماس فبعد صلاة الجمعة بأحد أيام شهر كانون أول 1987م أو كانون ثاني 1988م، التقطت بيانًا وزع بالمسجد وأخذته معي، وجلست بالسيارة إلى جانب والدي وقرأت البيان والذي لا أذكر اليوم شيئًا من مضمونه إلا أنه كان موقعًا باسم "حركة المقاومة الإسلامية"، وكان البيان رقم اثنين (إن لم أكن مخطئًا).

لقد سررت من وجود جماعة تحمل اسم الإسلام قد انخرطت في العمل الوطني والمقاوم، حيث كنت أميل لكل ما هو إسلامي (ولا أدري بالضبط لماذا كنت أرى نفسي أقرب للفكر الإسلامي من التيارات "الوطنية" بالرغم من عدم اطلاعي على فكر هؤلاء أو هؤلاء – ربما هي قناعة راسخة بأن الدين وجد لنطبقه في حياتنا).

إلا أن والدي أصابني بالإحباط عندما انتقد البيان والحركة، وقال لي أنهم خارجين عن الصف الوطني، وأنه يجب أن يلتزموا بالقيادة الموحدة الممثل الوحيد للانتفاضة كما يرى، لكني لم أقتنع بكلامه فلماذا نمنع جماعة تريد الانضمام للعمل المقاوم ونبقيها خارج العمل الوطني والمقاوم؟

لم أكن أعلم وقتها شيئًا عن الحركة ولا حتى عن أصلها الإخواني، حيث كانت لدي فكرة مسبقة سلبية عن الإخوان المسلمين أنهم مجرد جماعة من "الدراويش" الذي يخشون محاربة المحتل ويكتفون بالتنظير والكلام (وهكذا كانت نظرة الكثيرين من أبناء المجتمع الفلسطيني في ذلك الوقت)، طبعًا لم أسمع بالشيخ أحمد ياسين ولا عن الخلية العسكرية التي شكلها عام 1983م، ولا عن الجناح المسلح للإخوان الذي بدأ بتشكيله الشهيد صلاح شحادة عام 1986م ولا جهازهم الأمني (مجد) والذي شكله الأسيران المحرران يحيى السنوار وروحي مشتهى.

فبكل بساطة كنت أحمل داخلي حبًا للإسلام دون انتماء أو ميل لتنظيم إسلامي دون آخر، كما كان تحرير فلسطين يمثل لي أولوية ومعيارًا للحكم على صلاح أو فساد التنظيمات والجماعات، وكنت أعتبر حركة الجهاد الإسلامي نموذجًا لما أريد، بالرغم من أني لم أكن أعلم عنها شيئًا غير اسمها، فما جذبني هو الاسم "الجهاد".

مع مرور الشهور والسنوات يتعلم الإنسان الكثير، وتزداد معارفه وتجاربه ثراءً وتنوعًا، كما أن مبادرة الإخوان بإنشاء حركة حماس وانخراطها بالميدان عملًا مقاومًا واجتماعيًا وسياسيًا كان كفيلًا بتغيير قناعاتي وقناعات الكثيرين مثلي، فلا يكفي أن تحمل فكرًا راقيًا بل يجب أن يجد طريقه إلى التطبيق فليس كل الناس تقرأ النظريات والأفكار، وحتى لو قرأت فلا يقنعها شيء مثلما يقنعها القدوة الحسنة.

وبعد بضعة أسابيع من اندلاع الانتفاضة أصبحت الأمور أكثر انتظامًا، فالإضراب الشامل والذي أصبح عبئًا على الناس، تحول إلى إضراب جزئي (تفتح المحلات لحد الساعة الثانية ظهرًا ثم تغلق) وإضراب شامل في التاسع من كل شهر ذكرى اندلاع الانتفاضة، فيما فرضت حماس إضرابًا في اليوم الثامن من كل شهر كونها لا تعترف بالقيادة الموحدة، وكان المجتمع مضطرًا لمجاراة الطرفين، ولاحقًا طالبت حركة الجهاد بيوم إضراب خاص بها في السادس من كل شهر.

وكان الإضراب يتضمن إغلاق المحلات ومنع العمال من الذهاب للعمل داخل الكيان الصهيوني حيث كان عددهم في العام 1987م حوالي 104 آلاف عامل، وكان نشطاء الانتفاضة يقوموا بإيقاف الحافلات التي تقل العمال وينزلوهم منها ويقوموا بإحراقها، أو يذهبوا إلى منازل العمال المخالفين ويجبروهم على دفع غرامات.

وشكلت لجانًا شعبية في كافة المناطق في محاولة لترتيب الوضع والحياة اليومية، وأتذكر أني كنت أحضر دروسًا يعقدها بعض النشطاء، لتعويض ما فاتنا بإغلاق المدارس، طبعًا لم تكن مفيدة جدًا ولم تكن منتظمة، إلا أن الفكرة كانت عدم الخضوع للاحتلال ولا لما يحاول فرضه على الناس.

كلمة أخيرة:

عندما أعود بالذاكرة إلى أيام الانتفاضة الأولى حيث كان تعليق علم فلسطين على أعمدة الكهرباء يشكل تحديًا لقوات الاحتلال، وسببًا للعقوبة والسجن لمن يقوم بهذا العمل، وسببًا للتنكيل بالمارة الذين يمرون بالقرب من المكان حيث كان يجبرهم جنود الاحتلال على إنزال العلم عن أسلاك الكهرباء بأي طريقة كانت.

وعندما أتذكر كيف كان لبس الكوفية يعرض الشخص للضرب وربما الاعتقال ومصادرتها، وعندما أتذكر كيف كان الصهاينة متغلغلين في المدن والمراكز السكنية ويدخلون ويخرجون ويتحكمون بحياة الناس دون رادع، وعندما أتذكر كيف أنه حتى الإضراب كان ممنوعًا وكان الجنود يكسرون أقفال المحلات المضربة ويعاقبون أصحابها، فإنني ألمس التقدم الذي أحرزه كفاح الشعب الفلسطيني طوال السنوات الخمس والعشرين الماضية.

ففي غمرة توالي الأحداث والصراعات والأخطاء والهفوات والمناكفات، وفي ظل حقيقة أننا نخوض معركة مع عدو شرس وقاسي وعنيد ويمتلك إمكانيات، وفي ظل حقيقة أننا ما زلنا بعيدين عن تحقيق هدفنا النهائي (تحرير فلسطين من النهر إلى البحر)، قد يصاب المرء بالإحباط وقد يظن أننا ما زلنا نراوح مكاننا.

وبالتالي فقد يكون مفيدًا أن ننظر إلى الوراء ونقارن أين كنا وأين أصبحنا، كنا نحلم بأن نستطيع رفع العلم بدون عقاب أو أن نستطيع اقتناء كتاب سياسي بدون أن يصادر ونسجن أو ندرس بكتاب مدرسي بدون أن تشطب كلمة فلسطين ويوضع مكانها كلمة إسرائيل، وأصبحنا اليوم نفكر بكيف نخرج الصهاينة من أرضنا كيف ندفعهم وراء الحدود، وأصبح حلم العودة إلى يافا وحيفا أكثر واقعية مما مضى.

ربما كانت المسيرة مليئة بالأخطاء والهفوات التي تحتاج لعلاج، أو التي كان من الممكن تجاوزها، لكن يمكننا أن نقول وبكل ثقة أننا نسير بثبات على طريق التحرير.

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحم الله تعالى وبركاته:
دعني أولا أن أسجل إعجابي الكبير بالموضوع الطيب والكريم الذي أعاد شريط الذكريات الأولى مع بداية تنامي الوعي ، تحدثتَ عنها كونك فلسطيني وقد عايشت الأحداث عن قرب وتركت في ذاكرتك الكثير من المشاهد بإيجابياتها وسلبياتها أثرا شكل نهجك مستقبلا ، أنا لست من فلسطين وككل مسلمة أو مسلم له حس بالإنتماء لامة الإسلام ويعي قيمة المسجد الأٌقصى الذي جاء ذكرأسمه في كتاب الله العزيز ولم نكن نعرف عنه ولا عن فلسطين أي شيئ ولم يكن هناك إعلام جدي يسلط الضوء عن تلك الجوهرة السليبة ، في سنة 1984 كنت في العطلة الصيفية لن أنسى ذلك التاريخ محفور في ذاكرتي كنت في التاسعة إعدادي وسأنتقل للأولى ثانوي يومها ، وقعت مجلة في يدي سبحان الله لن أقول صدفة لكنها كانت مشيئة الله ساقتني لأتعرف على فلسطين

المجلة تحكي عن مجزرة صبرا وشاتيلا ، لم تُصدق عيني ما شاهدت من ظاعة وما قرءت وما رأيت من بشاعة فمن يومها شدني الأمر ومن يومها لم آئل جهدا في البحث في جوهر الصراع وقرءت عن اليهود وتاريخهم وصفاتهم التي بقيت لصيقة بهم توارتوها وكنت أسأل من هم أكبر مني : لماذا هذا الصراع وما هو جوهره لتتوالى الأحداث طبعا في غياب اعلام يوضح الصورة أو يكشف الاحداث بعدها بلغت مسامعنا الأنتفاضة ، تعرفنا على الأحداث وعن حقيقة ما يجري عبر مجلة حقا رائعة هي مجلة *العالم* كان مقرها على ما أذكر من لندن ، فتحت أعينا على الكثير مما فاتنا هناك تابعت ما يجري في الساحة الفلسطينية كان الإحتلال يعتبر الأنتفاضة حالة عابرة لم يبلغه أن هذا هو بداية الفجر الذي بزغ ، وأنه سيضع حجر الاساس لتحقيق وعد الله بعودة فلسطين والأقصى لحمى الأمة إن شاء الله ، كنت أقرء مقالات هامة كانت تحكي عن أطفال الحجارة وعن مشاهد رائعة من التحدي

بعدها بوقت ساقني الله لمجلة فلسطين المسلمة للكاتب ياسر زعاترة لأتعرف منها عن حماس وعن مواقفها الكريمة طبعا لا أذكر السنة لكن المجلة كانت رائعة بمواضيعها الثرية ، أغنت مداركنا وفتحت أعيننا عن خامات عالية لن تجدهم إلا في فلسطين تابعنا الأخبار من المجلة وخاصة مسلسل أوسلو الذي عارضته حماس ورفضته لأنها تدرك أنه ماجاء إلا ليشق الصف ويمزق النسيج ، كنت أقرء مواضيع عالية في المستوى طيبة عندما تتطرق لحياة الشهداء تودعهم بكلمات الرثاء الرقيقة الطيبة جشرة حماس روتها دماء الشهداء الطيبة لتغدو اليوم شجرة مورقة طيبة كريمة عالية ثمارها طيبة

تابعنا الإبعاد الذي تعرض له مجموعة من أبهى وأعلى الكوادر ومن خيرة الشعب طبعا كان هناك فيديو يحكي عن المبعدين رائع جدا كيف حولوا الإبعاد لحدث شد الأنظار حتى أن مجلات اوربية تفاجأت بطريقة التنظيم المحكم وكان الشهيد عبد العزيز الرنتيسي متحدثا بإسم المبعدين كانت أول جامعة على الصخر جامعة رائعة جامعة ابن تيمية حقا انبهرنا بسواعد هؤلاء النفوس الطيبة طراز رفيع ، احببناهم عن حق ، وأستمدينا دروس الصمود منهم ، قاوموا البرد وقساوة الجو عزائمهم لا تلين مثل الصخر في صلابتها ، رفضوا أي بديل عن فلسطين ، كان منهم دكاترة وأساتذة جامعيين وو..زبدة المجتمع في فلسطين ، عندما شاهدناهم حقا زادت معنوايتنا وزرعنا في قلوب أطفلنا حب فلسطين وحب رجالاتها وأبطالها حتى كانت كتابتهم عن الشهداء وفلسطين ، وجاءت الفضائيات لتوضح الصورة أكثر عن وطن مسلوب وحق مهضوم فلسطين لتصحو الأمة وتعي مسؤوليتها نحو أولى القلبتين وثالث الحرمين ، حتى ساقني الله لشبكة فلسطين لتحتضني صفحاتها الطيبة وتزيد معارفنا بالقضية وبصحبة طيبة كريمة ، وقد شملونا بسمتهم العالي وبأخلاقهم الطيبة الكريمة ، أحببنا الشبكة وأضحت بيتنا الثاني وما إن تغيب حتى يلفنا الحزن والألم وننتظر عودتها في شوق وحنين ، فلسطين مهوى الأفئدة تهفو لها الأرواح وما نرجوه من الله هو أن لا نموت حتى نرى فلسطين حقيقة ومحررةونستنشق عبير الشهادة ونصلي في الأقصى ونلتقي بأخوات طيبات وإخوة طيبين جمعتنا بهم آصرة العقيدة فكانت الأوثق
أختكم في الله : أم سلمان

ياسين عز الدين يقول...

شكرًا جزيلًا على مرورك أختي، ومشاركتك التي أثرت الموضوع.
بوركت وحفظك الله.