ناقش الرئيسان محمد مرسي والمنصف المرزوقي أثناء
زيارة الأخير لمصر، عددًا من القضايا وكان من بينها دراسة طرق توطيد العلاقات بين
البلدين بالإضافة للأوضاع في سوريا، وعقد الرئيسان يوم أول أمس مؤتمرًا صحفيًا حيث
أكدا فيما يتعلق بسوريا على دعم الشعب السوري في كفاحه ومطالبه العادلة والتنديد
بجرائم النظام والمطالبة بتحرك فعلي لمساعدة الشعب السوري، مع رفضهما للتدخل
العسكري الأجنبي في سوريا.
وكانت الجملة الأخيرة بمثابة الشرارة التي أطلقت
هجمة مسعورة من المحسوبين على الثورة السورية ضد الرئيسين مرسي والمرزوقي تشنع
عليهما وتفتري عليهما، حملة إعلامية تعدت مهاجمة هذا التصريح لتصل إلى حد الافتراء
بأن الرئيسين متحالفين مع "إيران" ضد الثورة السورية وأنهما أجهضا
الجهود الدولية من أجل دعمها.
وإن كان يتصدر الحملة جهات خليجية مرتبطة
بأنظمتها وتحديدًا النظام السعودي، فلقد رأينا بعض المحسوبين على الثورة السعودية
ينضمون إليهم، مثلما المقال المنسوب للقيادي في جماعة الإخوان المسلمين السورية
زهير سالم والذي اتهم زورًا وكذبًا الرئيسين بالتغاضي عن مأساة الشعب السوري
والتواطؤ ضد الثورة السورية، وكان ما غاظه وأغضبه أنهما لم يهاجما إيران ولم
ينتقداها، ولا أدري هل المطلوب دعم الثورة السورية أم الإنشغال بمحاربة إيران.
ويأتي مقاله بعد حوالي الشهر من مقال لمجاهد
ديرانية (حفيد المرحوم علي الطنطاوي) يدافع فيه ويبرر للنظام السعودي منعه لجمع
التبرعات لصالح الشعب السوري وثورته ومنعه أي نشاطات تضامنية مع الثورة السورية،
وزعم ديرانية أن للنظام السعودي خصوصيته وأنه يقوم بهدوء وبالسر بدعم الثورة
السورية، وتكلم عن ترسانة ضخمة من الأسلحة الحديثة وصلت إلى الجيش السوري الحر
قادمة من السعودية (طبعًا وصلت بالسر وحتى تبقى سرية لم تستخدم ولن تستخدم :) – حتى يستطيع ديرانية تسويق موقف النظام السعودي المخزي علينا).
عندما نقارن بين التعامل مع مواقف النظام
السعودي وإيجاد كافة المبررات والأعذار له، مع الحدة والعدوانية بالتعامل مع
تصريحات مرسي والمرزوقي، ومن قبلها مع أردوغان، تتزامن مع حملة تحريض ضدهم
واتهامات مبطنة وصريحة لهم بالتواطؤ ضد مصالح الشعوب العربية، بل وتصل إلى التشكيك
بالربيع العربي ككل وتختزل الثورات العادلة في الثورة السورية وكل ما دونها هي
ثورة مشبوهة وعميلة، فإننا نصل إلى نتيجة أن مثل هذه المقالات والتصريحات والحملات
الإعلامية ليست مجرد "فشة خلق" أو كلام غاضب يخرج من شعب يتعرض لمجزرة،
فلماذا لا نرى هذا الغضب مع المواقف السعودية المتخاذلة؟ لماذا نرى غضبًا
انتقائيًا؟ وما سر الإصرار على مقاطعة ومحاربة إيران وحزب الله وحرف البوصلة
تجاههما؟ نحن ندين مواقف إيران وحزب الله المخزية والمساندة للنظام، لكن لسنا
أغبياء لنصدق أن كل هذا التحريض نابع من الغيرة أو الحرقة على الشعب السوري.
لولا فضل الثورة التونسية والثورة المصرية (بعد
فضل الله عز وجل) لما خرج الشعب السوري إلى الشوارع إلا ليهتفوا قائلين "سبحان
بشار الأسد"، وتونس المرزوقي وحركة النهضة هي أول دولة في العالم تبدأ
المقاطعة الديبلوماسية مع نظام الأسد وأول دولة تطرد السفير السوري من عاصمتها،
وتونس هي من قدمت المجلس الوطني السوري إلى العالم بوصفه ممثلًا للشعب السوري
وكفاحه من أجل نيل الحرية.
أما الرئيس مرسي والإخوان المسلمين في مصر
فمواقفهم معروفة وجلية وواضحة تجاه الثورة السورية، وليسوا بحاجة لمن يزايد عليهم،
ومواقفهم أكثر وضوحًا من طنطاوي والمجلس العسكري الذي لم ينتقدهم أحد من جوقة
اللطم والتباكي الكاذب على الثورة السورية، وعلى من يعجز عن التمييز بين العدو
والصديق أن يراجع نفسه جيدًا كي لا يكون مطية لمشاريع وتوجهات مشبوهة.
من الواضح أننا أمام حملة منظمة من قبل قوى
الثورة المضادة تهدف للتشكيك بالربيع العربي وقواه الثورية، وشيطنة كل من شارك في
الثورات العربية أو دعمها من قريب أو من بعيد، وكل هذا يتم بلبوس الحمية والغيرة
على الثورة السورية، وهنالك محاولة لتجيير الثورة السورية لصالح ما يسمى أنظمة
الاعتدال العربية، مثلما حاول النظام السوري والنظام الإيراني تجيير الثورة
المصرية.
حسنًا الربيع العربي والثورات العربية هي ثورات
ضد الظلم والاستبداد لا تفرق بين نظام وآخر، وأي نظام لا يبادر من تلقاء نفسه للإصلاح
سيجد الشعب ينفجر في وجهه آجلًا أم عاجلًا.
على المجلس الوطني السوري وقادة الثوار أن
يكونوا أصحاب مواقف واضحة من مثل هذه الهجمات المسعورة، مثلما رفضوا الهجمات
الإعلامية على النظام الإماراتي واعتذروا له يوم انتقده الناس بسبب قيامه بطرد
سوريين تظاهروا نصرة للثورة السورية، ليس لأن مرسي أو إخوان مصر أو حركة النهضة
سيتخلون عن الثورة السورية، بل لأن الوفاء لمن ساندهم ويساندهم يتطلب ذلك، ولأنه
من غير المقبول تقديم أثمان سياسية بخسة للنظام السعودي أو أمريكا واسترضاؤهم، فما
دامت الثورة السورية ثورة الشعب المطالب بالحرية فهي ثورة منتصرة بإذن الله، أما
عندما تصبح ثورة تلميع عملاء أمريكا وتشويه الأحرار العرب فستفشل لا سمح الله.
هناك 5 تعليقات:
السلام عليكم
معك أبومالك11
اخى الكريم انا لما اخذت الخبر لما اخذه من الشبكة هذا شيئ
الشيئ الثاني هي رابط الخبر موجود على فلسطين الان واخذته منها
فلا تتهمنى بالسرقة قبل انا ترى
وما مشكلتى اذا فلسطين الان ماخذ الخبر ولم يكتب المصدر من شبكة فلسطين للحوار
وهي رابط الخبر على فلسطين الان
http://paltimes.net/details/news/19067/%D9%85%D8%B4%D8%B9%D9%84-%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%BA%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%86%D8%A7.html
ارجو انك ترفع الحظر عن اسمى لوما في مانع طبعا
لانى ما اخذته من الشبكة اصلا
بارك الله فيك
ولين شوى على الاعضاء لانه الكل بتكلم عليك اكثر واحد ما بعرف شووو السبب والدنيا رمضان وكل عام وانت بخير
مع انى حاب اتعرف عليك بس انتا رافض تكلمنى على الاميل اذا حابب ارسل اميلك حاب احكى معك بس ما تقلى على الشكاوى بالشبكة لانى ما بحب احكى هناك بوركت
أخي الكريم
قلت لك أكثر من مرة أن تتوجه لمحور الشكاوى والملاحظات لأني لا أناقش القضايا الخاصة بالشبكة.
ولن أتكلم كثيرًا عن الموضوع لكن أقول لم أظلمك لأنك لم تضع مصدر الخبر الذي نقلت عنه سواء فلسطين الآن أو الشبكة. وهذا مهنيًا غير مقبول.
في احد مقالتك قرات لك مقال اخر اشرت الى ان النظام السعودي يدعي دعم الثورة السورية وهو يعتقل من ينتقد النظام السعودي والفتاوي التي تحرم الخروج على ولي الامر...الخ
القضية معقدة اكثر مما تتصور ولكني واثق لان الغرب والسعودية والخليج لا يريدان للشعب العربي ثورة حقيقية وخاصة بسوريا
النظام السعودي لو كان قلبه حقا على الربيع العربي ، لريأينا له موقف معتدل من باقي الثورات !!!!
كما تعودنا على مواقفه المعتدلة
ثورة البحرين مثلا كيف تعاطى معها ، فالظلم واحدوإن اختلفت الأمكنة ،والإصلاح واجب ، لكن هي حسابات ليس إلأ والشعب لسوري المكلوم يدفع هو من يدفع من دمه ومن أمنه وقوته الشيئ الكثير
كان الله في عونهم
أخي جيفارا اتفق معك في أن الدور السعودي في سوريا معقد ولا يمكن تبسيطه بكلمة أو جملة تلخصه، لكن من الواضح أنهم يريدون استغلال الثورة السورية من أجل محاربة باقي الثورات.
فهم يزعمون دعم الثورة السورية لاتخاذها مطية لمهاجمة كل الربيع العربي.
كلامك صحيح أختي أم كوثر، ومن يتعامل مع الظلم بانتقائية فليس إنسان ذو مصداقية.
إرسال تعليق