الأحد، 22 يوليو 2012

فيديو وتعليق: فبركة التلفزيون السوري لمشهد افتراضي لقتلى الجيش الحر



يظهر الفيديو المرفق صور لما زعم التلفزيون السوري الرسمي بأنهم قتلى من الجيش الحر والعصابات التكفيرية، ويبدو أن الإعلام السوري المهووس بالصور المفبركة التي تبثها الجهات المتآمرة على "سوريا الأسد" أباح لنفسه فبركة المشاهد من باب المعاملة بالمثل.

لكن من مشاهدة سريعة للفيديو يظهر وبشكل جلي أن الفبركة هي شغل هواة لا محترفين، بحيث تكشف عن انتهاكات وجرائم حرب وهذه المرة ليس من قبل قناة الجزيرة أو العربية أو قنوات الثورة على اليوتيوب، بل على الفضائية السورية الموالية للنظام، وكما يقولون من "فمك أدينك".
يظهر الفيديو جثث تسعة رجال يلبسون ثيابًا مدنية ملقاة في أحد الشوارع، وبالقرب من بعض الجثث نجد بنادق من طراز كلاشنيكوف، ونرى الدماء النازفة بالقرب من الجثث. إذن أين هي مظاهر الفبركة:


1-   الشارع مغطى بطبقة من الركام الناجم عن القصف وبشكل كامل، أما الجثث فأغلبها فلا يظهر عليها أثر الركام، ما علق من الركام الموجود أسفل هذه الجثث، بمعنى أن المقاتلين قتلوا بعد القصف بفترة.
2-   تظهر الجروح في أجسادهم أنهم قتلوا بالرصاص، ويبدو أنهم أحضروا إلى المكان جثثًا أو كانوا أحياء وأعدموا، وبما أن آثار الدماء على الأرض في محيط الجثث فحسب فهذا يرجح بأنهم أعدموا بالمكان، فلو كانت إصابتهم في مكان آخر لرأينا آثار الدماء على طول الطريق التي نقلوا خلالها.
3-   أغلب القتلى كانوا حفاة، وبعضهم كان يلبس "شباشب"، وربما يمكن رصد واحد أو اثنين منهم يلبس حذاء أو حذائه ملقى بجانبه، فهل يعقل أن المقاتلين يتنقلون حفاة؟
4-   بعض القتلى كان يلبس بناطيل قصيرة "شورتات"، وملابس خفيفة، تبدو أقرب للملابس التي يلبسها الرجال داخل البيت، وليست ملابس يستخدمها شخص خرج من منزله من أجل خوض معركة.
5-   البنادق الخمسة الملقاة في الأرض نظيفة ولم يمسها أثر المعارك ولا غبار الركام ولا دماء القتلى.
6-   أغلب الجثث تم خلع عنها القطع العلوية من الملابس أو محاولة خلعها، فهذا دليل دامغ على أنه تم التلاعب بالجثث بعد مقتلها أو أنه تم خلعها قبل إعدامهم.
7-   لم نر أثرًا لجعب الأسلحة بالقرب من المقاتلين ولو لجعبة واحدة، وكل ما رأيناه من الذخيرة مشط واحد، بالإضافة لأمشاط الذخيرة الموجودة داخل البنادق.
8-   لم نر أثر أغلفة الرصاص التي كان يطلقها هؤلاء المقاتلين المفترضين على الأرض، ولم نر أثر أي غلاف رصاصة أطلقت عليهم، فهل تم جمع أغلفة الرصاص قبل التصوير؟ ربما.

قد يكون القتلى أسرى من المقاتلين المدنيين الذين حملوا السلاح، وأعدموا بعد إجبارهم على خلع أحذيتهم وأجزاءً من ملابسهم، وربما هم مجرد مدنيين أخرجوا من بيوتهم وأعدموا من أجل إشفاء رغبة الانتقام، وفي كلتا الحالتين هي جريمة حرب، ولا شيء في الفيديو يوحي بأنهم مقاتلون قتلوا خلال معركة حربية.

ونصيحة للقائمين على الفضائية السورية، "شوفولكم مخرج بيفهم" :)

ليست هناك تعليقات: